ماذا بعد دور المجموعات لـ "لدوري الأبطال"

حسين بن علي الغافري

 

بعد مشوار طويل تقريبا استمر لقرابة الثلاثة أشهر، انتهت قصة الدور الأول من دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا، في العادة؛ لا يحمل دور المجموعات تلك الندية في المنافسة رغم إثارته وسخونته على اعتبار أنّ مجال التعويض والتدارك بالنتيجة ممكن خلال ستة لقاءات تلعب خلالها. لذلك يكون لكبار القارة كلمة الفصل في حجز المقعدين الأوليين لمواصلة المشوار، وبقية الأندية تنال فرصة أخرى ممن احتلوا المركز الثالث في خوض غمار منافسات الدوري الأوروبي.

أبرز مفاجآت دور المجموعات تمثلت في مغادرة إنتر الإيطالي المنافسات في مجموعة ضمت كلا من برشلونة وبروسيا دورتموند. فضلا عن مغادرة أياكس الهولندي بعدما قدم العام المنصرم بطولة كبيرة وصل من خلالها إلى نصف النهائي وكان قاب قوسين من الوصول إلى المباراة النهائية لولا "ريمونتادا" توتنهام في اللحظات الأخيرة قبل صافرة النهائية لتنتهي مغامرة النادي الهولندي بطريقة درامية. بالعودة إلى لقاء إنتر فالفرصة كانت كبيرة لأبناء كونتي في صناعة مباراة تاريخية تضمن للفريق المواصلة في الأدوار المتقدمة. نقول بأنّ الفرصة كانت سانحة لأن برشلونة قد ضمن تأهله وبالتالي شارك بالفريق الثاني وهو ما يسهل الأمر، وقد كان ندًا صعبا عندما واجهه في أرضية الكامب نو وعمل مباراة كبيرة خرج بخسارة لا تبدو مستحقة لولا التفاصيل البسيطة التي سببت خسارته. إنتر خسر.. وفي الجانب المقابل فاز دورتموند، وغادرت "الأفاعي" المشوار مبكرا لتكون الصدمة كبيرة على جماهيره، ولو أنني أعتقد بأن كونتي لم يكن جادا في مسألة التأهل لعدة أسباب أهمها حتى لا يشتت لاعبيه ويرهقهم ببطولتين وهو يبحث عن تركيز جيد محليا، إنتر لا يبدو بأنّه مستعد هذا العام ليكون في دوري أبطال أوروبا والبحث عن منافسة كبار القارة لذلك فرصته الآن للتفرغ كليا للكالتشيو الذي يقدم مستويات عالية ويتصدر الترتيب. بينما أياكس بحاجة إلى الوقت لبناء قدرات جديدة بعد مغادرة كلا من دي ليخت ودي يونغ الذي أثر سلبا في أداء الفريق، ولكن مؤهلين لتقديم شيء كبير في الدوري الأوروبي والذهاب بعيدا بحكم المجموعة الجيدة وخبرة الموسم الماضي في البطولة الأوروبية.

إجمالا، ومع انتهاء دور المجموعات ننتظر قرعة ساخنة لدور الستة عشر من البطولة خلال الأيام المقبلة، وبالتالي ستكون الفرصة مناسبة للاستعداد والتجهيز حتى منتصف فبراير، ولو أنّ الحديث مبكرا عن مواجهات ستلعب بعد شهرين من الآن، إلا أنّ القراءات الأولية تضع الأعين في رؤية كبار القارة العجوز وأولهم حامل اللقب نادي ليفربول الإنكليزي ومان سيتي، فضلا عن كل من يوفنتوس الإيطالي وباريس سان جيرمان الفرنسي ومن إسبانيا العملاقين ريال مدريد وبرشلونة، وبايرن ميونخ الألماني؛ نظرًا لخبرتها الطويلة والقدرات الفنية التي تمتلكها.