الواقع المعزز في مدارسنا

ميسون حسان قوار

دخل الواقع المعزز (Augmented Reality) بكل سلاسة إلى مجال التعليم؛ حيث أضاف بُعداً آخر، وقدمه بطريقة أكثر رغبة وتحفيزاً للمتعلمين، ولم يدخل الواقع المعزز وتطبيقاته ميادين التعليم والتعلم فقط، بل أثبت وجوده وبقوه في الألعاب الإلكترونية التي أصبحت منتشرة بشكل كبير، كما استفاد حقل الطب والطيران من تلك التقنية، وأسهمت في إيجاد تركيبة من العالم الحقيقي والمشاهد الافتراضية.

ويعتبر الواقع المعزز نوعًا من أنواع الواقع الافتراضي الذي يعمل على تعزيز البيئة الحقيقية بمعطيات افتراضية لم تكن موجودة، فيعمل على التداخل والمزج بين الحقيقة التي يشاهدها الفرد وبين المشاهد الافتراضية التي تم إنشاؤها باستخدام الحاسب الآلي، والتي عززت الحقيقة بمعلومات أخرى أكثر وضوحا بهدف رفع قدرة الفرد على إدراك المشاهد الحقيقية.

ويُمكن تعريف الواقع المعزز بأنه استعراض بطريقة مباشرة أو غير مباشرة لبيئة حقيقية، مع إضافة عناصر افتراضية بواسطة برامج وتطبيقات إلكترونية لتكوين مشاهد حقيقية مدعومة بأصوات وبيانات وفيديوهات باستخدام تقنية الواقع الافتراضي.

كما ارتبطتْ استخدامات الواقع المعزز في العديد من المجالات والتطبيقات؛ لعل أكثرها تداولاً وبين يدي أغلب الأفراد والمستخدمين تطبيق (snapchat)، والذي يوظف التقنية بطريقة مسلية ومثيرة للمستخدمين، من خلال توفير تقنيات الواقع المعزز عند التقاط الصور الحقيقية وتسجيل الفيديوهات، وفي تطبيق آخر من تطبيقات تلك التقنية ظهور الألعاب الإلكترونية مثل اللعبة الأشهر (Pokémon go)، والتي انتشرت على نطاق واسع واستخدمها العديد من الأفراد حول العالم بسبب جودة وبراعة توظيف الواقع المعزز في اللعبة الإلكترونية.

أما في مجال التعليم، فقد تمت الاستفادة بشكل كبير من تقنية الواقع المعزز؛ بهدف جعل التعليم أكثر قبولا وحماسة؛ فالكتب التي تعمل بتقنيات الواقع الافتراضي تقدم المواد التعليمية بإظهار رسومات رقمية فور تسليط كاميرا الهاتف عليها، لتنقل المتعلم في تجربة مثيرة للتعلم والمعرفة. ويدعم الواقع المعزز المعلمون والتربويون في تقديم شرح واضح ومحفز للمتعلمين، خصوصاً مع إمكانية عرض الصور والفيديوهات، كأن يشرح معلم الأحياء الجهاز الهضمي للإنسان من خلال عرض صور ثلاثية الأبعاد تضيف إثارة وتشويق للدرس.

كذلك يمكن توظيف الواقع المعزز من خلال الواجبات المنزلية؛ فالتقنية قد تساعد في تقديم شرح توضيحي للمتعلم في الجزئية التي يواجه بها صعوبة في فهمها وتزوده بعناصر أخرى تساعده على الإدراك. ويمكن علاج حالات الملل التي تصيب المتعلمين أثناء التعلم من خلال القيام بالرحلات الاستكشافية التعليمية؛ مثل: التجول في رحلة عن الكواكب والنجوم والمجسمات التي تظهر للمتعلمين أثناء الرحلة ومن خلال تطبيقات الواقع المعزز.

وإذا ما أدخلت مدارسنا تطبيقات الواقع المعزز بإستراتيجيات التدريس، فإنها سوف تُسهم في زيادة الدافعية والتحصيل الدراسي لأبنائنا، ويا حبَّذا لو تم إشراك تلك التكنولوجيا المهمة في النشاطات اللاصفية والفعاليات المدرسية، كإقامة المتاحف الافتراضية والمعارض لروائع السلطنة عبر العصور.

وأخيرا.. وفي بادرة نوعية قامت مجموعة طلال غزالة العالمية بتوفير أجهزة حاسب آلي تدعم استخدام تلك التقنية وغيرها من التقنيات الحديثة؛ من خلال أجهزة (TAGTech) ذات المواصفات الأعلى وبأقل الأسعار.. ولمزيد من التفاصيل يمكن زيارة الموقع الإلكتروني (TAGTech.global).

 

* مجموعة طلال أبو غزالة العالمية

تعليق عبر الفيس بوك