خليجي 24 .. وقفات من البطولة

 

حسين بن علي الغافري

بعد أيام كروية جميلة عاشتها الكرة الخليجية في خليجي 24 بالدوحة، اختتمت مساء الأحد آخر المباريات بلقاء الختام بين الأخضر السعودي الشقيق ونظيره الأحمر البحريني وابتسم الحظ في نهاية المطاف للأحمر بهدف دون مُقابل في مباراة مثيرة، المنتخب البحريني حقق لقبه الأول في البطولة الخليجية، وبالتالي انضم إلى قائمة المُتوجين بعد غياب طويل كان رقماً صعبًا. في الجانب الآخر فقد كان الأخضر السعودي مع رينار بطل غير متوج، فريق منظم وأسماء ثقيلة وخطط فنية محكمة، ولربما كان الانسجام وتأخر انضمام نجوم الهلال المتوجين بلقب دوري أبطال آسيا عاملا من العوامل التي أرهقت الأخضر، وبالتالي نحن على ثقة في أن الصقور اكتسب كثير من الإيجابيات من خليجي 24 وكسب عددا من المواهب التي يمكن التعويل عليها في قادم المواعيد أهمها التصفيات المزدوجة لنهائيات كأس العالم 2022 بقطر ونهائيات كأس آسيا 2023 بالصين.

 

(2)

 

خليجي 24 برهنت من خلاله قطر عن نجاحها الملفت تنظيميا واستعدادها لاستضافة كبرى المواعيد خلال المرحلة القادمة ولعله كان "بروفة" أولية تؤكد من خلاله على أن الاستعدادات باتت شبه منتهية للحدث الأهم بعد عامين تقريباً من الآن. المنشآت الرياضية على أرقى مستوى، فضلاً عن أن البنية التحتية ووسائل النقل الحديثة تدفعنا إلى الفخر باستضافة دولة عربية خليجية لأهم أحداث الرياضة بصورة عالمية، ولعل قبل الحدث الكبير، نحن على موعد بعد أيام قليلة من استضافة كأس العالم للأندية، ومن ثم العام القادم استضافة لبطولة كأس القارات، كلها مُقدمات تجّود العمل وتدفعه إلى النجاح من كل الجوانب. لذلك كانت الفرصة الخليجية في استضافة البطولة خلال هذه الفترة موفقة تمامًا.

 

(3)

 

البطولة كانت فرصة جيدة لجميع المنتخبات لتتعرف على قدراتها الفنية وطموحاتها خلال المرحلة المقبلة، فإلى جانب الجودة الفنية الكبيرة للبحرين والسعودية، شاهدنا حضورا عاليا لأسود الرافدين وكان منتخب مميز كشف عن قدرات عالية لنجومه، وكان قاب قوسين أو أدنى من الوصول إلى النهائي لولا ركلات الحظ الترجيحية. العراق بأسماء جديدة منح محبيه وجمهوره انطباعاً عن قدرة كبيرة في صناعة مستقبل مشرق مع أسماء صغيرة السن تملك الشغف والطموح. كذلك كان المنتخب الكويتي حاضراً بشكل متوسط وبالتالي يحتاج إلى وقفة تصحيح مسار، كذلك الأمر بالنسبة لأحمرنا العماني والأبيض الإماراتي والمنتخب اليمني الشقيق.

 

(4)

ما يهمنا بصورة كبيرة هو منتخبنا الوطني الذي ودّع مبكرا المشوار وخرج من دور المجموعات بأربع نقاط من أصل تسع ممكنة، تعادل سلبي في أول اللقاءات وكدنا نخسر لولا العارضة التي وقفت معنا وتألق فايز الرشيدي في الشوط الثاني، أما اللقاء الثاني فكان بشقين. شوط أول تميّز به منتخبنا على الكويت وضاع في الشوط الثاني بشكل كدنا نخسر تقدمنا بهدفي! التراجع كان من جوانب مختلفة أهمها البدني وسوء توفيق في التغييرات وبالتالي جاء اللقاء الختامي لنخسر بثلاثية لهدف أمام الأخضر السعودي في مباراة لم نقدم فيها شيئا نتحسر عليه وخسرنا اللقاء ومعه الاستمرار في البطولة.

كأس الخليج محطة كانت ضرورية لترتيب الأوراق والوقوف على نقاط الضعف، نقاط تؤكد على شيء من المصارحة لما كان من أداء المدرب وشكل المنتخب وحضوره. فمنتخبنا سيواجه استحقاقات قادمة وضرورية لابد من توحيد الجهود للظفر بها، أهمها التصفيات المزدوجة! بحاجة إلى مصارحة لماذا ودّعنا مبكرا وما هو سبب الأداء المتذبذب وهل المنتخب بهذه الصورة قادر على أن يكمل في التصفيات ويصنع فارقاً!!