حلم استعصى كثيرا وتحقق أخيرا

 

حسان عمر ملكاوي

بداية أشيد بالمستوى العالي للمنتخبات المشاركة في خليجي 24، والذي أضفى رونقاً خاصًا على البطولة، فقد ظهر جليا حجم استعدادات المنتخبات المشاركة، والرغبة الأكيدة في تقديم الأداء المتميز، وبذل أقصى الطاقات من الجميع لامتاع الجماهير بجماليات الأداء بوجبات كروية ولقطات فنية مميزة وتكتيك عالٍ، سادت كل لقاءات البطولة، وتبشر بالخير وتدعو للتفاؤل بالتواجد العربي والخليجي تحديداً في المونديال القادم، وبالمناسبة أتوقع قياسا على الأداء وترتيب المجموعات الحالي أن يتواجد ما يُقارب ستة منتخبات عربية آسيوية في الدور الأخير والحاسم من التصفيات المؤهلة للمونديال القادم، كما أثني وأوكد على ضرورة استمرار الجهود للمطالبة والعمل على إدارج بطولة كأس الخليج ضمن البطولات الرسمية للفيفا.

وعودة إلى اللقاء فقد كان تنافسا بين أشقاء ولقاءً نهائيا امتاز بأداء بين أبطال وانتهى بتتويج بحريني بجدارة واستحقاق.

 وأقول ألف مرحى وأجمل تحية وكل والفخر والاعتزاز بالمنتخب السعودي وصيف خليجي ٢٤ الذي قدم ما يبشر بمزيد من الخير من خلال نجوم تمزج بين الخبرة والشباب وبمعدل أعمار أقل مقارنة بالمنتخبات المشاركة في البطولة وبفضل ذلك حصل نجوم المنتخب السعودي إضافة إلى لقب الوصيف على جائزة أفضل لاعب وأفضل حارس من خلال النجمين عبدالله عطيف وفواز القرني. والشكر موصول إلى دولة قطر العزيزة التي أسهمت بخبراتها في التنظيم وحسن ضيافتها المعهودة بنجاح خليجي ٢٤، ونبارك للمنتخب القطري حصوله على جائزة اللعب النظيف ونبارك للمنتخب الإماراتي ونجمه علي مبخوت لقب هداف البطولة فهو مهاجم وهداف من الطراز الرفيع وقناص يحسب له ألف حساب، ويعرف كيف يلدغ الشباك.

وأما عن التتويج البحريني فلم يأتِ ضربة حظ أو بالصدفة دون عناء فلقد عملت المنظومة الرياضية البحرينية وعلى مدار نصف قرن من انطلاق البطولة لتحقيق الحلم الذي استعصى كثيرًا ولكنه تحقق وتم اعتلاء منصة التتويج بكأس الخليج، وكسبنا جيلا بأقدام من ذهب نقشت اسم المنتخب بأحرف مرصعة في سجل بطولة الخليج، وعززت مكانة البحرين الرياضية في المحافل الرياضية، وتميز المنتخب بفكر فني لمدرب يقرأ ويحلل ويجيد التعامل مع واقع اللقاء، ويستطيع صنع التجانس بين المجموعة وتطبيق وتغيير الفكر والتشكيلة في كل لقاء فهو مدرب ذو مستوى عال وأعطى الحرية والفرصة والمساحة الكافية ووفرت له الأجواء من اتحاد رياضي يعمل بصدق إخلاص وإتقان ليثبت أن كل عمل عظيم يبدأ فكرة وقد يكون خيالا، لكن الإرادة تصنع الفرق والتخطيط السليم يذلل الصعوبات ويحدد الحظوات والأوليات نحو تحقيق المعجزات معتمدا على تنفيذ مثالي وعمل إيجابي واحترافي.

 وبكل مشاعر الفرح والاعتزاز اتقدم إلى مملكة البحرين الحبيبة شعباً وقيادة وحكومة بأرق مشاعر التبريكات والتهئنة بالفوز بنهائي خليجي ٢٤ الذي يتصادف مع ذكرى العيد الوطني المجيد لمملكة البحرين الحبيبة وذكرى تولي صاحب الجلالة مقاليد الحكم، وقد حظيت الرياضة البحرينية بعناية خاصة من لدن حضرة المقام السامي لصاحب الجلالة ليضاف الإنجاز الكروي إلى سجل الإنجازات الكثيرة في كافة المحافل وجوانب الحياة.

وفي الختام، لقد امتعنا اللاعبون والجهاز الفني للمنتخب بما قدم من أداء متميز متسلح بالرغبة والإصرار والتصاعد والعزيمة التي لا تلين والإيمان بأن الهدف يستحق التضحية والمجهود وقد صدق توقعي بميلاد بطل جديد لدورة الخليج وذلك في مقالي بعنوان (تأهل مستحق وخروج غير مستحق) وسجل اللاعب الموهوب محمد الرميحي هدفا طار بالمنتخب في الفضاء حاملاً كأسا مستحقة بعد أفضل أداء وأجمل عطاء وإن شاء الله نرى المنتخب البحريني في كأس العالم ٢٠٢٢.

وإن كان بالعمر بقية يكون لحديثنا بقية.

تعليق عبر الفيس بوك