سلمت لعمانك يا روحها

 

 

عائشة بنت أحمد البلوشية

 

مولاي،،، بلسان كل عماني يطير برؤية طلتكم الحبيبة على شاشة التلفاز سعادة وحبورا، اسمحوا لي أن أضم صوتي لندعو لكم بلسان واحد ونقول: "سمح الله تعالى جميع دروبكم وجعلها يسرا مستديما، وسهل لكم كل أمر فيه لكم خير عميم، وأن يحفظكم في حلكم وترحالكم، وأن يعيدكم إلى عمان التي تزهو بوجودكم، فأنتم روحها، ولحمة شعبكم حولكم كالبنيان المرصوص هو نبضها، فأنتم الأب والسلطان، وأنتم ملجأ الباحث عن الأمن والأمان، اللهم آمين".

 

مولاي،،، ما أجمل تلك الحناجر العذبة، وهي تنشد عند رؤيتكم بكل ما أوتيت من براءة الطفولة: "أبشري قابوس جاء"، والأروع هو أنكم إذا ما دققتم النظر لرأيتم أوردة أوداجهم نافرة، بسبب القوة التي يضعونها في حناجرهم الصغيرة، عندما ينشدون كل لحن يتعلق بكم، وهذا إن دلّ على شيء فإنّما يدل على صدق الحب النابع من قلوب لا تعرف النفاق، وما كان معلمهم إلا ما تجده من ديدن آبائهم وأمهاتهم من حب وولاء ووفاء وإخلاص لكم.

مولاي،،، ما الذي يمكنني أن أختزله في سطور بسيطة، ليعبّر لكم عمّا نكنه لكم في صدورنا من عظيم محبة وإخلاص؟ وأنتم من لا يكفينا الموسوعات والمجلدات في سرد مناقبه، وتجف المحابر وما تنجز الأقلام من شكر فضائله، نذرتم وقتكم لرفعة الوطن والمواطن، وتوجيهاتكم بلغت أقرب وأصعب الأماكن، فأسعدتم الضيف والمضيف، وأكرمتم المكرم والعفيف، فبلغت بذلك محبتكم كل القلوب، والتقت على عمق حكمتكم جميع الدروب.

مولاي،، إنّكم إذ تذهبون في رحلة معروفة الأسباب، فإنّ قلوب شعبكم ترفرف حولكم كحمائم حب تلهج لخالقها لكم بالحفظ في عمر مديد، وتراتيل دعواتهم تغلف محيطكم بتمائم عشق تسأل رازقها لكم بموفور الصحة والعود الحميد، وإننا نعدكم بأنّ شوقنا لكم لم و لن يخبو، بل سيزداد بريقا وتوهجا حتى لحظة العودة، فتعودون إلى سماء عمانكم بدرا منيرا، وتحنان قلوبنا ينتثر حولكم أنجما لا تأفل، حتى تستمر مسيرة عطائكم في رفعة هذا الوطن الجميل بكم، وتزهو بكم عمان جيلا بعد جيل.

 

---------------------------------------------------------------

 

توقيع:

"قلوب الشعب لك ركاب.. بمتن الطائر الميمون.

يا قابوس الولا ينساب.. ولك منا العهد مصيون.

تروح (ونعرف الأسباب).. ولك الدعوات منا عون.

عسى الذهاب والإياب.. طهور بإذن رب الكون"،،

كامل البطحري.