د. صالح الفهدي| سلطنة عمان
أَغْنَاكَ ذِكْرُكَ، يكفي ذاكَ مفتَخَرُ
إِنْ يَذْكُرِ النَّاسُ فضلاً يُشْرِقِ الْأَثَرُ
//
إِنِّي أَرى رجلاً حتَّى لَأَحْسَبُهُ
مِنْ حُسْنِهِ الْحُسْنَ إِلَّا أَنَّهُ بَشَرُ
//
فَإِنْ تَعَاظَمَ بالأخلاقِ كنتُ لهُ
خِلاًّ، يُبادِلُهُ ودّاً، ويَبتَدِرُ
//
وإنْ تَكَشَّفَ عنْ خَلْقٍ بِلا خُلُقٍ
عَدَدْتُ ذلكَ ذنباً ليسَ يُغْتَفَرُ
//
ما أعظمَ الْمَرْءَ عندي في تواضُعِهِ
وما أذَلَّ الذي في خَدِّه صَعَرُ
//
أَكْبَرْتُ أوَّلَهُم حتَّى وَإِنْ تَرِبَتْ
يَدَاهُ مِنْ مُتَعِ الدُّنيا، فَيَسْتَتِرُ
//
ولستُ مَنْ يَدْهَنُ الأَسْيَارِ في مَلَقٍ
ولا أُطِيقُ وَضِيعاً، شَابَهُ الْبَطَرُ!
//
عهدِي معَ النَّاسِ إِنْ تَسْمُو خلائِقُهُمْ
وتستقيمُ، وإِلاَّ دُونَهُ الْخَبَرُ
//
هذِي خلائِقِيَ اللاَّتي جُبِلْتُ بها
وتلكَ لِلْحُرِّ في إِكْبَارِهِ الظَّفَرُ
//
"إذا مَحَاسِنيَ اللاَّتِي أُدِلُّ بِهَا
كانَتْ ذُنُوبي فَقُلْ لِيْ كَيْفَ أَعتَذِرُ"(1)
//
إِنِّي شَرُفْتُ بها، لا غَيَّ يَشْطَحُ بي
هَوَى الضَّلالةِ لا يُبْقِي ولا يَذَرُ
//
خَلائِقٌ أُوْدِعتْ نفسي أَطُولُ بها
عِزّاً، يُزَيِّنُها في غُصْنِيَ الثَّمَرُ
.........
هامش: (1) البيت للبحتري