تنزع عنها ثوب الحلم

 

سهام الدغاري | ليبيا

 

لا شيء يشعرني بالكفاية كالكتابة

هذا ما اعتقدتُه لزمن

ولكن حين تصبح الكتابة كآلة تقشير البطاطا

تسقط طبقة من جلدِك بعد كل حرفٍ تكتبه

لتجد نفسك عند الانتهاء تبحث بين طرفي المسافة المبهمة عما تدثر به عُريك الخجول

حينها يصبح الأمر كارثيًا

 

أعلمُ أن جِهارَ القول لا يُفخمه، ولن يلبسه ثوب ملك

وأن خفوت الحديث لن ينقصه؛ حتى وإن كان من وراء الحُجُب

والقبلة الحمقاء التي شقت شفتيك نصفين

وصيرتك أرنبًا بثلاثة أرجل يقفز بعيدًا عن أنثاه ليبتسم سرًّا

لم تجرح فمي المقامر

ولم تقشع البرد عن آخر بيتٍ في القصيدة

 

والكفاية لا تزال تبحث عن دفقة مطر أخيرة

تنزع عنها ثوب الحلم

وتعلمها كيفية الكفِّ عن الركض وراء تأويله

 

الفكرة تراود الفكرة

والمعنى ينسلخ عن معناه

والقصيدة فاغرة فاها

وكل هذا ما كان ليكفيني

 

لازلتُ أبحث في جيوب الغيم عن بقايا نهار

يلقي الضوء على ألواني

كأن يُهذِّبَ زرقة الفيروز في عينيْ

ويمنح لسنبلاتي القمحية لون الشمس

 

أبحث عن كفٍ أصافح بها حزني

أًبعد بها عن مداري ظلمة الخسوف

أنأى بكينونتي لأبعد نقطة لامرئية

فقط....

لأطوي كل الخسارات

وأُعلن كفايتي.

تعليق عبر الفيس بوك