لماذا تفشل منتخباتنا السنية ؟!!

 

أحمد السلماني

لم يكن أشد المتشائمين يتوقع أن يخرج منتخبنا بهذه الصورة الباهتة في التصفيات المؤهلة للنهائيات الآسيوية خاصة بعد أن ساقت الأقدار البطولة إلى مسقط بدلا من البصرة بالعراق ليستضيف المجموعة الأولى التي ضمت بجواره منتخبات العراق والكويت وباكستان، ليتلقى خسارة من فلسطين بهدف وأخرى مذلة من الكويت بثلاثية بيضاء وفاز بصعوبة على باكستان بهدف.

ولقد كشفت النتائج بجلاء تام وواضح أن بوصلة دورة عمل كرة القدم بالسلطنة تسير في الاتجاه الخاطئ، حيث وقبل ذلك كنا قد خسرنا جيلا كاملا من اللاعبين حينما فشل المنتخب الأولمبي أيضا في تخطي عقبة التصفيات المؤهلة للنهائيات ولأولمبياد طوكيو 2020 ليتم حل المنتخب.

وللحق ومنذ قدوم الاتحاد الحالي فقد قام بترتيب وتسمية أوضاع وأجهزة المنتخبات جميعها، الناشئين والشباب والأولمبي ومن باب أولى الأول أيضا، بل واعتمد لها موازنات كبيرة قياسا بوضعه المالي من أجل منح هذه المنتخبات وأجهزتها الفنية الفرصة الكاملة لتصل إلى أعلى درجات الجاهزيّة للمعارك الإقليمية والقارية، ولكن ما هي المحصلة؟

هذا هو السؤال الرئيسي الذي يجب أن يقف أمامه وبتعمق اتحاد كرة القدم ومنظّريه، ومن ثمّ يعرجون نحو الأسئلة التفصيلية الأخرى، أين الخلل؟ ما هي أوجه القصور؟ ولماذا فشلنا حيث نجح الآخرون برغم قلة إمكانياتهم مقارنة بما لدينا؟ هل نحن في المسار السليم؟ هل نمتلك رؤية أو إستراتيجية؟ ما هي أهداف الكرة العمانية؟ هل تنقصنا الإمكانيات؟ هل تخدم مسابقاتنا كرة القدم العمانية؟ والقائمة تطول من الأسئلة التي لو تعاملنا معها بشفافية وإرادة وصدق وإدارة لحققنا القدرة التنافسية المطلوبة.

قبل أقل من أربع سنوات تقريبا، أعلن اتحاد الكرة صراحة أنّ هدفه الأكبر كان إعادة المنتخب الأول إلى الواجهة، هنا أدركت يقينا أننا لن نذهب بعيدا، لأنه بدأ بالقمة ونسي القاعدة، ثم وعندما وجد أنّه مسؤول عنها تعامل معها مضطرا بنمطية عجيبة، وفّر لها كل شيء إلا المنهجية والهدف، مع غياب مبدأ الثواب والعقاب.

الصورة العامة لمخرجات منتخباتنا الوطنية تعتمد على المسابقات، ومسابقات الفئات السنية تبدأ في أكتوبر تقريبا وتنتهي في ديسمبر، فهل ثلاثة أشهر كافية لتنتج لك لاعبا دوليا بقيمة تنافسية؟ وهل هناك عمل وتأسيس حقيقي بالأندية للقاعدة من اللاعبين؟ وهل هناك تعاون بينها وبين اتحاد الكرة بهذا الخصوص؟ وما هي آلية اختيار اللاعبين للمنتخبات؟ وهل للأجهزة الفنية بالمنتخبات دور في هذا؟ وهل هي متخصصة؟

إنّ وضع استراتيجية كروية شاملة مركزة نحو هدف بعينه وبجدول زمني تبدأ من الأساس لتنطلق نحو القمة هو ما يجب أن يسعى إليه هذا الاتحاد أو القادم، التجربة البلجيكية مثال حي وحقيقي لحسن الإدارة والإرادة، صبروا أكثر من عقد وغابوا عن المشهد العالمي للعمل على بناء جديد على أسس علمية عملت عليها منظومة كاملة، حتى خطة اللعب وجهت وفرضت على الفرق واللاعبين لضمان التفوّق والإجادة واليوم بلجيكا تتصدر التصنيف الدولي لكرة القدم العالمية، والمساحة لا تسع لوضع تفاصيل هذه الرؤية، إذ طالما قدمت دراسات ورؤى كان مصيرها الإهمال، ابعثوها مجددًا؛ فربما نشهد بعثًا جديدًا للكرة العمانية.