سلطان السلام.. وعُمان الوئام

 ناصر بن سلطان العموري

تزهو السلطنة خلال هذه الأيام باحتفالات العيد الوطني التاسع والأربعين المجيد، والذي يوافق الثامن عشر من نوفمبر كل عام، والمواطنون من مختلف أنحاء السلطنة يبتهجون فرحاً بهذه المناسبة الوطنية الغالية، وقد تحقق لعماننا الحبيبة تقدُّم كبير بكل المقاييس في العديد من المجالات، وعلى مستوى البنية الأساسية كذلك، رغم صعوبة تضاريس السلطنة.

لا عجب أن ينشر حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- في العالم أفكار السلام ويحصد جوائز السلام؛ فهو سلطان السلام، وعده حق وكلمته صواب وقراره لا يختلف عليه اثنان، أحبه البعيد قبل القريب، والصغير قبل الكبير، هو سلطان القلوب التي تحمل الخير العميم للجميع دون تفريق، هو صاحب القلب الواسع؛ فكم عفي وأصفح في الداخل والخارج؛ فالعفو عنده عند المقدرة؛ ففي حضرته يطيب الحديث، وفي ابتسامته ترتاح النفوس، وعند حديثه ترنو الأحاسيس بكل لهفة واشتياق، هو باني نهضة عمان، وستذكره الأجيال جيلاً بعد جيل، وسيكتب اسمه بحروف من ذهب في تاريخ عمان التليد.

عمان.. مجان.. مزون.. الغبيراء.. كلها أسماء لوطن واحد وبقعة واحدة حباها الله بشعب مضياف، استمد طيبته وروحه السامية من تراب بلده وحكمة سلطانه وصفاء بحره وسمائه، نحن في هذا المقال لن نتكلم عما شهدته السلطنة من منجزات؛ فهي تحتاج لمجلدات لسردها ووصف أجمل معانيها؛ فقد شملت عمان من أقصاها إلى أقصاها، وتحولت بعدها لبلد عصري ذي ثقل يشار إليه بالبنان.

التسامح الديني والوئام المذهبي وصفاء قلوب العمانيين وصدق مشاعرهم ووضوح سياستهم ورجاحة عقل سلطانهم، هي من أبعدتهم عن هوجاء العالم السياسي المضطرب بين الحروب والفتن، وهي من كانت مصدرا من مصادر قوتهم وتماسكهم وتوحدهم.. ربي أسالك أن تجعل عمان بلدا آمناً مطمئناً، وأدم على سلطانه (سلطان القلوب) الصحة والعافية والعمر المديد.

فلنكُن جميعاً سواعد لبناء لهذا الوطن المعطاء لا معاول هدم.. رسالة أوجهها لنفسي ولكل غيور على تراب هذا الوطن المعطاء بأن يُسهم في بناء أرض الغبيراء، ولنبتعد عن القيل والقال وكثرة السؤال، وعن سفاسف الأمور وصغائرها؛ فحبُّ الوطن يتجلى بالأفعال لا بالأقوال، وهي رسالة لكل مسؤول ائتمنه وكلفه صاحب الجلالة بالمسؤولية أن يجعل عمان ومواطنيها نصب عينيه وهدفه الأسمي الذي عنه لا يحيد.