قصة قصيرة:

رسالة حلم

نبيه شعبو| سوريا

 

لم يكترث لوجودها وهو يجلس على حافة السرير منغمسًا بأفكاره التي يخطّها في دفتر خواطرهِ.

سألتهُ: ماذا تكتب؟

قال: أخط رسالة إلى النوم أرتّب رغباتي في الأحلام التي أود أن تمرَّ على شرفةِ غفوتي بهذا اللّيل الفاتر....

نظرت إليه باستغراب... حضرت إلى ذاكرتها تلك المقولة التي سمعتها منه وهو يقرأ في كتاب... "لكلِّ رجلٍ امرأتان ... واحدة تنام في سريره  والأخرى تنام في سريرته "، حاولت أن تعرف ماذا يكتب لكنّهُ لم يطاوعها, وبصمت أدارت له ظهرها، وغفت على الطرف الأخر من السرير.... بعد أن أكمل رسالته أودعَ دفترهُ تحت الوسادةِ التي أسند رأسه عليها وامتطى صهوة خيالهِ صوبَ غفوةٍ  حالمةٍ....

وعند منتصف الليل نهضت على صوت أنينه وهو يحاول أن يخرجَ صرخةً أطبقت على صدره... أيقظتهُ ... أسرعت وأحضرت له  كأسًا من الماء... جلس وفي زفرةِ تنهيدته التعب والخوف... ثمَّ راح يقصُّ عليها  ذلك الكابوس الذي أثقل عليه..... ابتسمت.... مسحت على جبينه... قالت: على ما يبدو  أنَّ رسالتك إلى النوم لم يوافق عليها فتعثرت ولم تصل. 

وبصمت أطفأت الضوءَ... اقترب وتوسّدَ ذراعها  الممدود صوبَهُ وعاود غفوته....

وفي الصباح... عندما كانت ترتب السرير أخذت الدفتر من تحت الوسادةِ قرأت كلماته ...انتابها إحساس بالحزن.. تساءلت.. حتى الأمنيات المفقودة حين نرغب أن نلاقيها في أحلامنا تتحول  على وسائد النوم إلى كوابيس تجلدنا.. ونحن المتعبون في مسارب العمر ...

أعادت الدفتر إلى مكانه... فتحت النافذةَ على عجلٍ وكأنَّ هواء الغرفةِ ما عاد يكفي لشهيق  رئتيها.

تعليق عبر الفيس بوك