في محاضرة بالنادي الثقافي

فهمي هويدي: العالم العربي يعاني من التنازع وانفصال الشعوب

...
...
...
...
...
...
...
...

الرؤية – محمد قنات

عرف فهمي هويدي الكاتب الصحفي المصري، في محاضرته التي ألقاها بالنادي الثقافي بالقرم، أمس الأول، الوعي بأنه هو الحالة العقلية التي يتم من خلالها إدراك حقائق الأشياء والواقع المحيط، وهو أقرب ما يكون إلى "البصيرة" في الخطاب الإسلامي، وله صوره المتعددة التي تختلف باختلاف البيئات والأشخاص، ولأنه يلعب دورا مهما في حركة المجتمعات إيجابا وسلبا فقد وصف بأنه أحد المشكلات الصعبة التي تواجه البشرية.

وأضاف هويدي، أصبحت تلك المشكلة أكثر صعوبة في ظل ثورة الاتصال التي أحدثت طفرة مهمة في وعي الجنس البشري تجاوز أثرها الانتقال إلى الكتابة ثم ظهور المطبعة التي كسرت احتكار المعرفة في حينها، وجاءت ثورة الاتصال كي تعمم المعرفة ومن ثم تنشر الوعي.

وتابع الكاتب الصحفي المصري، أنه لم يعد سرا أن أغلب المجتمعات العربية تعاني من أزمات في أوضاعها الداخلية، والتي أدت إلى عدم توسيع منافذ الوعي؛ خصوصا أن العالم العربي لم يعد كيانا واحدا، لكنه صار عوالم متعددة إما متنازعة فيما بينها أو منفصلة عن شعوبها.

وأوضح هويدي، أنه منذ استنساخ النعجة «دوللي» فى التسعينيات فإن المختبرات العلمية الغربية تعمل جاهدة لنقل التجربة إلى الإنسان من خلال علم البيوتكنولوجى مع البيولوجيا، للمساهمة فى استنباط "الإنسان الفائق" الأكثر ذكاء، الذي يمكن التحكم في اختياراته السياسية والاقتصادية.

وذهب هويدي إلى أنّ الاعتراف بالعالم العربي يضع الوعي فى موقف حرج، ذلك أنّ البيئة العربية لا توفر مناخا يساعد على إنضاجه وقد أثبتت التجارب التي شهدناها في أقطار عدة أنها واعية بما يجرى، لكن صوتها ليس مسموعا كما أنها ليست شريكة فى الشأن العام، وحين يستمر حجب الصوت فى ظل غياب القنوات والمنابر المشروعة.

وأثرى الحضور الذين امتلأت بهم جنبات قاعة النادي الثقافي، المحاضرة التي أدارها بدر بن سالم العبري، باحث شؤون إسلامية في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بالنقاشات والمداخلات التي أضافت بعداً آخر لمحور المحاضرة من حيث التناول.

تعليق عبر الفيس بوك