فرحة وطن

 

 

طالب المقبالي

muqbali@gmail.com

تَتَداخل الأفراح حين يهل علينا شهر نوفمبر المجيد؛ فهي فرحة وطن وفرحة شعب وقائد، وأي قائد!

فمع دخول هذا الشهر، تتبدَّل المشاعر، مُتطلِّعة إلى الفرحة الكبرى بقدوم الثامن عشر من نوفمبر، ذكرى العيد الوطني لهذا البلد العريق.. العيد الوطني التاسع والأربعون المجيد.

فالأفراح النوفمبرية تتوالى علينا هذا العام بصُورة مختلفة وبأفراح متواصلة. ولعلِّي هذا العام أحظى بنصيب الأسد من الأفراح النوفمبرية على المستوى الشخصي.. ففي الأول من نوفمبر، كان الاحتفاء بعيد ميلاد أحد أولادي، أعقبُه في السادس من نوفمبر الاحتفاء بتخرُّج ابنتي في كلية التربية بالرستاق وتكريمها ضمن الطلاب المتفوقين الأوائل، أعقب ذلك الاحتفاء بمولد الرسول المصطفى -عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم.

وتتوالَى الأفراح حين استقبلنا الأمطار في العاشر من نوفمبر؛ نتيجة تأثيرات أخدود المنخفض الجوي، الذي شهدته السلطنة خلال هذا الأسبوع وتصادف مع إجازة المولد النبوي الشريف. كذلك نظَّمنا في صحيفة "النبأ" الإلكترونية الملتقى الأول لأسرة تحرير وإدارة الصحيفة في مسقط؛ من أجل التعارف وتبادل الآراء والأفكار والخبرات بين أفراد طاقم "النبأ"، وكانت احتفالية جميلة تزامنت مع الأفراح النوفمبرية.

ومن هذا اليوم، وحتى يوم السابع عشر، ثم الثامن عشر من نوفمبر، نأمل أن تكون هناك مفاجآت مفرحة ومناسبات سعيدة. أما في السابع عشر من نوفمبر، وقبل العيد الوطني المجيد بيوم، فسوف تهل عليَّ ذكرى ميلاد ابنتي التي احتفينا بتخرُّجها قبل أيام.

بعد ذلك، سيهلُّ علينا العيد الكبير، والذكرى التي ينتظرها كل عُماني وعُمانية، وهي الاحتفال بالعيد الوطني الـ49 المجيد، سائلاً المولى العلي القدير أن يُعيد هذه المناسبة الغالية على حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله تعالى- وعلى الشعب العُماني باليمن والبركات، وأن يمتع جلالته بالصحة والعافية، متضرعين إلى المولى العلي القدير أن يديم على عُمان أمنها واستقرارها، وأن يَنعم الشعب العُماني بالرخاء والازدهار.

... إنَّ بلادنا -ولله الحمد- ماضية في ثبات واطمئنان وفق السياسة الحكيمة التي رسمها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم، وتسير وفق خُطى مدروسة، ومنهجية وثوابت راسخة قد مكَّنت السلطنة من أخذ مكانة رفيعة المستوى، أهَّلتهَا لأن تحظى بالتقدير والاحترام من كافة دول العالم؛ حتى أصبحت عُمان مضربَ المثل الذي يُحتذى في الأمن والاستقرار والتعايش ونبذ الفرقة والطائفية والمذهبية التي لم تجد لها موطئَ قدم في بلادنا ولله الحمد والمنة.

وفي الجانب الاقتصادية، فعُمان -ولله الحمد- تتمتع بمقومات اقتصادية بفضل موقعها الإستراتيجي والذي يؤهلها لتكون في مصاف الدول المتقدمة؛ من خلال إنشاء المناطق الصناعية والموانئ الحرة التي أصبحت أنظار العالم تتجه إليها.

وفي المجال السياحي، تتمتع السلطنة بمقومات سياحية كبيرة من خلال تنوع تضاريسها، والتنوع في المناخ، وأهم من هذا وذاك الأمن والأمان والاستقرار.

... إنَّ الحديث في هذه المجالات لا يستوعبه مقال يحتوي على بضع كلمات، بل يحتاج مجلدات إن استطاعت أن تحوي الكم الهائل من المعلومات، فعُمان عريقة بعراقة الزمن، وقلاعُها وحصونها ومساجدها وأسواقها وأفلاجها شاهدة على عراقتها منذ آلاف السنين.