السباق إلى رئاسة مجلس الشورى

 

 

أفلح بن عبدالله الصقري

 

لاحظنا في الأيام القليلة الماضية حراكاً شعبياً في مواقع التواصل الاجتماعي بمختلف مسمياته وقد شهد ذلك الحِراك نوعاً من الانحياز تجاه بعض الأعضاء الجُدد ممن أعلنوا عن ترشحهم لرئاسة مجلس الشورى للفترة التاسعة، فمنهم من عمِد إلى انحيازه وبالغ في مدح مرشحه وما أسماه بالمستحق ومن سماه بالأوفر حظاً وغير ذلك من المسميات، ومنهم من فتح هاشتاقات كثيرة لكسب مزيدٍ من الشعبية والإعجاب بتغريداتهم المتواصلة ليل نهار والمشاركة باستطلاعات للرأي وتعاطف المتابعين وغير المتابعين له.

لكن الحق أنَّ النظام الأساسي للدولة حدد كيفية اختيار رئيس مجلس الشورى، من خلال التصويت بالاقتراع السري المُباشر، وذلك للمنافسة على رئاسة المجلس واختيار من هو كفء لقيادة دفة المجلس للفترة القادمة، والاختيار بيد أعضاء المجلس أنفسهم، وليس لأحد منهم التدخل أو التأثير فيه، ولا داعي للسباق المحموم من قبل الشارع العُماني على رئاسة المجلس.

إن ما يُكتب اليوم في مواقع التواصل المختلفة ليس له أي داع ولا يمكن أن يعتد به من قبل أعضاء المجلس ففي نهاية الأمر هو مُجرد التأثير من قبل الشارع العُماني على أعضاء المجلس وانحيازهم لمرشحهم دون غيره، ومنهم من لجأ إلى أن يتواصل مع بعض الأعضاء لكسب ودهم وجمع أكبر عدد من الأعضاء للتصويت لصالح عضو متناسياً ما نص عليه النظام الأساسي للدولة.

من هنا ندعو الجميع إلى ضبط النفس والتخفيف من حدة النقاش وجعل مصلحة الوطن فوق كل اعتبار ولا يوجد داع لكل هذه الضجة والتهويل والانحياز لأحد دون آخرـ فكلنا للوطن والوطن لنا كلنا، وكونوا عُقلاء حياديين كما عهدناكم، حيث إن الكلمة الفصل في نهاية الأمر يرجع مآلها هناك تحت قبة المجلس وفي عملية الاقتراع السري المباشر.