د.سليمان المحذوري
◄ لا شكّ أنّ الأيام كفيلة بتعريف الناخب بمرشحه، وما هي انجازاته على صعيد العمل البرلماني
أُسدل الستار على انتخابات مجلس الشورى للفترة التاسعة، ونتائجها لا زالت محل نقاش بين مختلف فئات المجتمع. دخلت وجوه جديدة لقبة المجلس فيما حافظت بعض الوجوه على بقائها رغم أن أداءها لم يكن مقنعًا خلال الفترة السابقة، ولكن في النهاية الاحتكام إلى أصوات الناخبين.
ومن بين 86 مقعدا في مجلس الشورى تمكّنت امرأتان فقط من ولايتي مطرح وصحار من الحصول على مقعدين؛ رغم أنّ الآمال كانت عريضة قبل الانتخابات بأن يصل عدد مناسب منهن للدورة التاسعة. ومن المُلاحظات الجديرة بالتسجيل بأنّ التكتلات القبلية كان لها القول الفصل في ترجيح كفة ناخبيها، وبالتالي يُمكننا القول إنّ الوعي المجتمع بشأن توصيل الكفاءات العلمية والعملية من المرشحين والدفع بها نحو عضوية الشورى لا يزال دون الطموح. ومع أنّ المجتمع العماني لا يمكنه الانفكاك عن تكوينه القبلي، لاسيّما في مثل هذه الانتخابات التي تأتي كل أربع سنوات؛ بيد أنّ الاتفاق على مرشح كفء يبقى خياراً لا يُمكن التنازل عنه مهما كانت الأسباب.
وربما من النتائج اللافتة للنظر أنّ بعض المرشحين لم يكن لهم صوت أو ظهور يذكر قبل وأثناء فترة الانتخابات مع ذلك تصدرت أسماؤهم قوائم النتائج وفي عدة ولايات؛ مما يدعونا للتساؤل كيف فاز هؤلاء؟ وآخرون تم انتخابهم للمرة الثانية بل والثالثة رغم أنّ حضورهم في جلسات انعقاد المجلس السابقة كان كعدمه مما يدعونا للتساؤل مجددًا كيف تم انتخابهم؟ وهذا يقودني إلى التأكيد على أهمية وجود تشريع لا يسمح لعضو مجلس الشورى للترشح لأكثر من دورتين كما ذكرت ذلك في مقال سابق نشر في جريدة "الرؤية" بعنوان "مسيرة الشورى العُمانية والمستقبل" ضمانًا لتجديد الدماء في المجلس من جهة وإبعاد العناصر غير الفاعلة من جهة أخرى. وخلال انتخابات هذه الفترة شهدت بعض الولايات اللقاءات المباشرة بين المرشحين والناخبين، وكذلك استعراض البرامج الانتخابية التي تتضمن رؤية ورسالة المرشحين وهذا في حد ذاته مؤشر ايجابي يؤسس لفكر برلماني متقدم ومتطور للمراحل القادمة من مسيرة الشورى في عُمان. كما كشفت الحملات الانتخابية عن وجود شباب عُماني ذوي فكر تنويري متقدم، ورغم أنّهم لم يحالفهم الحظ في الحصول على مقعد من مقاعد مجلس الشورى إلا أنه يمكن الاستفادة منهم في جوانب ذات صلة بتخصصاتهم واهتماماتهم بما يخدم السلطنة وخططها المستقبلية.
وفي نهاية المطاف وبعد أن تم الإعلان على الأسماء التي ستمثل ولاياتها خلال هذه الفترة ومع جملة التحديات الوطنية ونحن على أعتاب رؤية عُمان 2040 والملفات التي لا زالت تراوح مكانها؛ فإن المسؤولية كبيرة على هؤلاء الأعضاء للدفع نحو حلحلة هذه الملفات واضعين مصلحة عُمان فوق كل اعتبار وقبل كل شيء. ولا شكّ أنّ الأيام كفيلة بتعريف الناخب بمرشحه، وما هي إنجازاته على صعيد العمل البرلماني تشريعيًا ورقابيًا وفي ذلك فليتنافس المتنافسون، وتعريف المجتمع من جهة ثانية بالولايات التي قدّمت مرشحين ذوي كفاءة يُشار لهم بالبنان من خلال أدائهم خلال هذه المرحلة من العمل الشوروي.