الرؤية- نجلاء عبد العال
رعى صاحب السمو السيد شهاب بن طارق آل سعيد مستشار جلالة السلطان الاحتفال بالتدشين الرسمي لفعاليات أسبوع الأمن السيبراني الذي يُنظمه المركز العربي الإقليمي للأمن السيبراني التابع للاتحاد الدولي للاتصالات بالتعاون مع وزارة التقنية والاتصالات ويستمر حتى 31 أكتوبر بمشاركة أكثر من 600 متخصص و49 متحدثًا من 45 دولة حول العالم، وحضر حفل الافتتاح عدد من أصحاب السُّمو والمعالي وأصحاب السعادة وعدد من المسؤولين والمهتمين والخبراء في مجال الأمن السيبراني من القطاعين العام والخاص، إضافة إلى مسؤولين وخبراء من المنظمات والهيئات الدولية المختصة.
وفي كلمته الافتتاحية قال الدكتور سالم بن سلطان الرزيقي الرئيس التنفيذي بوزارة التقنية والاتصالات إن تطبيقات وبرامج الثورة الصناعية الرابعة مثل الذكاء الاصطناعي وسلاسل الكتل وإنترنت الأشياء والطابعة ثلاثية الأبعاد والبيانات الضخمة والروبوتات وتقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز والمدن الذكية أصبحت ركائز أساسية لاقتصاديات الألفية الثالثة. ووفقًا لتقارير أنظمة "سيسكو" فإن ما يقارب من 32 بالمائة من المؤسسات في العالم تعتمد اعتمادًا كبيرًا على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتلبية احتياجاتها من الأمن السيبراني، موضحًا أن شركة "IBM" أطلقت عددًا من البرمجيات والأدوات العاملة بمبدأ الذكاء الاصطناعي لتعزيز عمل مراكز عمليات الأمن الإلكتروني بحيث تعمل على مساعدة المختصين والخبراء في تحليل البيانات وإصدار التقارير الفنية في غضون دقائق.
وفي كلمته أكد الدكتور سالم بن سلطان الرزيقي الرئيس التنفيذي بوزارة التقنية والاتصالات أهمية الثورة الصناعية الرابعة بتأثيراتها الهائلة على البنى الاقتصادية والاجتماعية حيث أكد أن تطبيقات وبرامج الثورة الصناعية الرابعة مثل الذكاء الاصطناعي، سلاسل الكتل، إنترنت الأشياء، الطابعة ثلاثية الأبعاد، البيانات الضخمة، الروبوتات، تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز، والمدن الذكية، أصبحت ركائز أساسية لاقتصاديات الألفية الثالثة، كما أنها غيرت جذريا متطلبات سوق العمل من المهارات والكفاءات، وقواعد وأسس التعامل المالي، والتبادل التجاري، وأساليب تقديم الخدمات وتحسين جودة الحياة، والتي أصبحت أكثر اعتماداً على خوارزميات تعلم الآلة (Machine Learning)، والروبوتات، والتقنيات المتقدمة، ولاشك أن هذه الثورة الصناعية الجديدة التي تطال مختلف مناحي الحياة تتطلب أن يواكبها تحولات متسارعة لتوظيفها في مجال الأمن السيبراني، حيث يُمكن للذكاء الاصطناعي تعزيز الأمن السيبراني من خلال الاستفادة من البيانات الموجودة وتحليلها للكشف عن أوجه الضعف وتحديد المخاطر المتوقع حدوثها، كما تساهم هذه العملية في تقليل الوقت اللازم للتحليل والعمل على تصحيح الثغرات الأمنية.
وأشار الرزيقي إلى تدشين أكاديمية الأمن السيبراني المتقدم في نوفمبر الماضي، كأول صرح تدريبي وطني مختص بتقديم التدريب والتأهيل في مجال الأمن الإلكتروني كما تم استحداث لجنة وطنية للدفاع الإلكتروني، تضم المؤسسات ذات العلاقة بما فيها مؤسسات البنية الأساسية؛ ونظراً لجهود السلطنة في مجال الأمن السيبراني على الأصعدة المحلية والإقليمية، فإننا نفخر باعتمادها كمركز إقليمي للأمن السيبراني للاتحاد الدولي للاتصالات، وترأسها مجلس إدارة المراكز الوطنية للأمن السيبراني والسلامة المعلوماتية بمنظمة التعاون الإسلامي، وأوضح أن إنشاء مختبر تقنية المعلومات والثورة الصناعية الرابعة جاء من أجل ضمان تحقيق أقصى استفادة ممكنة من قطاع تقنية المعلومات والاتصالات ليكون أحد القطاعات الرئيسية الرافدة للاقتصاد الوطني.
وأعلن الزريقي عن احتضان وزارة التقنية والاتصالات بالسلطنة لبرنامج مسرعة ساس للأمن السيبراني لدعم وتنمية الشركات التقنية الناشئة في مجال الأمن السيبراني، بالتعاون مع الصندوق العُماني للتكنولوجيا والشركاء الدوليين. وسيبدأ التسجيل بالبرنامج في نوفمبر، وستباشر الفرق المشاركة البدء في برنامج المسرعة خلال الربع الأول من عام 2020، ولمدة 10 أسابيع، موضحًا أن البرنامج يستهدف الفرق والشركات المختصة بمجال الأمن السيبراني في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وسيركز على المجالات التجارية التقنية مخصصة بمجال الأمن السيبراني، مثل تحليل المنتج، ومعرفة القيمة المضافة، وكيفية بناء نموذج أولي للمنتج، وإمكانية الوصول للمستثمرين.
ومن جانبه أكد المهندس بدر بن علي الصالحي، مدير عام المركز الوطني للسلامة المعلوماتية، ورئيس المركز العربي الإقليمي للأمن السيبراني أهمية التطور التكنولوجي في جميع نواحي الحياة والتأثيرات الواسعة التي يحدثها وأهمية العمل على ضمان أن يجري تبني التكنولوجيا الحديثة بأقل قدر من المخاطر عن طريق زيادة الأمن السيبراني. وكشف الصالحي عن خطط لاستصدار قانون خصوصية البيانات بما يضمن سرية وحماية المتعلقة بالمستخدمين لشبكة الإنترنت، ليكون داعما للقوانين المعمول بها في الوقت الحالي مثل قانون المعاملات الإلكترونية وقانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات.
وتضمن المؤتمر في يومه الثاني 3 جلسات نقاشية واستعراض 5 أوراق عمل بدأت بورقة عمل قدمها ماركو أوبيزو (رئيس قسم الأمن السيبراني) في الاتحاد الدولي للاتصالات، وتناولت أوراق العمل عددا من المحاور منها نقاط القوة والضعف في الأمن السيبراني، والإصلاحات التنظيمية للاستعداد للثورة الصناعية الرابعة، وأهمية التعاون الدولي والإقليمي والتعاون بين مؤسسات القطاعين الحكومي والخاص، بالإضافة إلى الأطر التشريعية لمنع الجريمة الإلكترونية والعوائد والأرباح المتوقعة من توفير مقومات الأمن السيبراني. وعلى هامش أعمال المؤتمر، أعلنت نتائج المسابقة العربية للأمن السيبراني (صائدو الثغرات الأمنية) في نسختها الثالثة، والتي تم تصميمها من قبل المركز العربي الإقليمي للأمن السيبراني بالسلطنة، برعاية من شركة "إرنست وينج" وبشراكة استراتيجية مع شركة سايلنسك Silensec ، بهدف إيجاد الكفاءات الأمنية السيبرانية وتطوير المهارات والمواهب في الدول العربية في مجال الأمن السيبراني، ولتهيئة الجيل القادم من المتخصصين في مجال أمن المعلومات، وتعزيزهم للمنافسة على المستويات الإقليمية والعالمية، وتميزت نسخة هذا العام من المسابقة باستهدافها الهواة الشباب من الفئة العمرية (24-17) والمتخصصين من الفئة العمرية (24 فما فوق) من الذين لديهم مهارات اكتشاف الثغرات الأمنية المعلوماتية وإيجاد أفضل الحلول لسد تلك الثغرات.
واستهدفت المسابقة 383 من المتخصصين والطلاب والمهتمين بالأمن السيبراني من 8 دول عربية، وهي: الجمهورية التونسية، جمهورية السودان، سلطنة عُمان، دولة فلسطين، دولة الكويت، الجمهورية اللبنانية، دولة ليبيا، وجمهورية مصر العربية، وقد تأهل 30 مشاركاً للتنافس في المرحلة النهائية من المسابقة والتي أقيمت في شهر سبتمبر الماضي، للتصدي لسلسلة من التحديات في مجالات: القرصنة الأخلاقية، حماية نظم البنى الأساسية، تحليل البرمجيات الخبيثة وتحليل الأدلة الرقمية.
وضمن برنامج فعاليات الأسبوع السيبراني، تعقد اليوم ندوة خاصة بمنظمة "فيرست" إلى جانب عقد اللقاء السنوي الحادي عشر لمراكز الأمن السيبراني لمنظمة التعاون الإسلامي، وفي اليومين الأخيرين سيجري عقد النسخة السابعة للتمرين الإقليمي لتقييم الجاهزية للاستجابة للطوارئ المعلوماتية (Cyber Drill).
