- العوفي: المراكز البحثية توفر حلولا لتحديات كافة القطاعات
الرؤية - نجلاء عبدالعال
شهدت النسخة الثانية من منتدى "قادة إيجاد" التوقيع على 11 مذكرة تفاهم لمشاريع صناعية وبحثية مهمة، إضافة إلى اتفاقيات لإنشاء مراكز التميز البحثية التي تخدم العديد من القطاعات. ورعى افتتاح المنتدى أمس سعادة المهندس سالم بن ناصر العوفي، وكيل وزارة النفط والغاز، بحضور الرؤساء التنفيذين والمسؤولين في شركات النفط والغاز، وممثلي القطاع الأكاديمي والبحثي والجهات ذات العلاقة بالسلطنة، وتضمن استعراض عدد من أوراق العمل والحلقات النقاشية التي جمعت أطرافا معنية بالقطاعات البحثية والنفطية والصناعية.
وقال الدكتور عبدالله العبري، المدير التنفيذي إن "إيجاد" منصّة تم تفعيلها قبل نحو 18 شهرا بشراكة بين قطاع النفط والغاز والبحث العلمي، بهدف توفير فرص تكنولوجية في السلطنة، وبمحددات واضحة لهذه الفرص؛ فلابد أن تكون فرصا مستدامة، وتنتج عنها مخرجات تفيد عمليا في القطاعات المختلفة، بالإضافة إلى أنّ تتيح المزيد من فرص توظيف للشباب العماني، مشيرا إلى أنّ الاتفاقيات التي تم توقيعها عبارة عن مشاريع تتماشى مع رؤية عمان 2040 فيما يخص تنويع الدخل الاقتصادي، والبحث عن الاستدامة في قطاع النفط والغاز بما أنّه قطاع واعد وناضج في السلطنة.
وأوضح العبري أنّ الاتفاقيات تشمل شركاء محليين وعالميين؛ ومن بينها اتفاقية مع شركاء دوليين للاستزراع البحري للطحالب، واتفاقيات للهيدروجين، مع شركاء من هولندا وألمانيا- وفي القريب العاجل سيدخل شركاء من اليابان ودول أخرى- ووفق الحسابات المبدئية التي أجريناها في إيجاد فإن استخدمنا 2% فقط من مساحة السلطنة يمكننا توليد دخل وطني في 2040 يوازي الدخل الوطني من النفط والغاز حاليا، ومنطقة الدقم على سبيل المثال يمكن أن تصبح أحد النماذج للاستفادة من الاتفاقية.
وأضاف أنّ مراكز التميز التي تم توقيع اتفاقيات لإنشائها، منها مركز تميز للصناعات البلاستيك بشركة أوربك ومجموعة النفط العمانية سيكون لها فائدة كبيرة للصناعة من ناحية الاستدامة وكذلك من ناحية إخراج منتجات جديدة، فأوربك تنتج المادة الخام لكن بدون وجود شركات تستخدم هذه المواد وتحولها إلى منتج نهائي فإنّ الاقتصاد العماني يفقد جزءا من القيمة المضافة التي يمكن تحقيقها، لذلك فإن المركز الحيوي ذي أهمية استراتيجية وسيكون له تأثير جيد جدا في إيجاد فرص عمل وكذلك في التنويع لمصادر الدخل الوطني، وكذلك مراكز التميز في مجال المياه، والمركز البحثي مع مجيس في مجال إدارة المخلفات ستخدم الصناعات بشكل كبير.
وحول الأبحاث التي استقبلتها المنصة حتى الآن، قال العبري: هناك نحو 45 بحثا ثلثها تقريبا تم الانتهاء منها أو في طور العمل فيها، والثلث الثاني في طور الانتهاء من تجهيز الاتفاقيات، والثلث الأخير في طور الإنشاء الفعلي، وأكد أن بعض الأبحاث بالفعل مهمة للغاية ويمكن أن تتحول إلى اختراع منها مثلا الوقود الحيوي.
وألقى سعادة المهندس سالم العوفي، كلمة افتتاح المنتدى، وقال فيها إنه يعد فرصة سانحة للتذكير بما كنا عليه، وما أصبحنا عليه الآن، مع التوسع في مؤسسة إيجاد من خلال إضافة شراكات فاعلة بين القطاعات الحكومية والصناعية والأكاديمية، لذلك فإنه من الضروري رفع وتحسين نظام البحث والتطوير والإبداع في السلطنة، مع التأكيد على دور إيجاد في الربط بين القطاع البحثي والقطاع الصناعي لمواجهة تحدياته، مشيرا إلى ضرورة الاستفادة العملية من الأبحاث التي تجرى في قطاع معين لما يوفره ذلك من وقت وجهد ومال للشركات العاملة، فبدلا من أن تقوم كل شركة بدراسة وبحث يمكنها في حال وجود مركز بحثي متخصص للقطاع أن تجد الحلول التي تبحث عنها في بحوث سابقة.
ومن جانبه شارك الدكتور عبدالله العبري المدير التنفيذي لمؤسسة إيجاد بعرض تقديمي عن أهميّة المؤسسة وأهدافها المختلفة، ودورها في صناعة البحث والتطوير المرتبط بدعم الأفكار البحثية لحل المشكلات في قطاع النفط والغاز، وقال: تلقينا عبر منصة إيجاد الإلكترونية عدد (45) تحديا صناعيا، وما يزيد عن (150) مقترحا بحثيا جاءت استجابة لهذه التحديات من الجامعات العمانية الأعضاء إضافة إلى (5) أفكار بحثية تطبيقية جديدة نشأت من الجانب الأكاديمي عبر خدمة الأفكار البحثية.
وقدم راؤول ريستوتشي، مدير عام شركة تنمية نفط عمان، الكلمة الختامية للمنتدى، وقدم المتحدث الرئيسي في ملتقى قادة إيجاد الثاني عرضا حول أهمية البحث والتطوير والابتكار لتعزيز الاقتصاد المبني على المعرفة.
وشملت الاتفاقيات الموقعة خلال المنتدى توقيع اتفاقية بين شركة أوربك ومؤسسة إيجاد لإنشاء مركز بحثي للبلاستيك، وتوقيع مذكرة تفاهم بين مركز عمان للوجستيات ومؤسسة إيجاد لدمج الخدمات اللوجستية من خلال إيجاد، وتوقيع اتفاقية مشتركة بين شركة بي بي عمان، والجامعة الألمانية ومؤسسة إيجاد وجامعة السلطان قابوس للتطوير والبحث في مشروع كفاءة الألواح الشمسية في عمان، وتوقيع مذكرة تفاهم بين شركة عمان للغاز الطبيعي المسال ومؤسسة إيجاد في مجال إنترنت الأشياء، وتوقيع مذكرة تعاون بين مؤسسة إيجاد ودليل للنفط، وجامعة كازان الفيدرالية الروسية في مجال الاستخراج المعزز للنفط، كما تضمن المنتدى حلقتين نقاشيتين بين عدد من المسؤولين لاستعراض النظام البيئي للبحث العلمي والتطوير في عمان، والتوجهات المستقبلية لمؤسسة إيجاد، ومعرض مصاحب لمجموعة من المشاريع التي تم توقيعها.
