د. ريم سليمان الخش| باريس
إذا الوعيُ لم يُحجبْ عن الذات أتعبا
صراعٌ وجوديٌ وما انفك مرعبا !!
//
كأنّ على الأشواك مهجة مبصرٍ
ولا صرخة إلاه تدوي معذّبا
//
يُذيقُ النهى سمَّ الحياة عقاربا
تظلّ على لدغٍ زؤومٍ لتنكبا
//
فلا الخيرُ دفاق المنابع سائغٌ
ولا العدل إلّا في المماتِ تغيّبا
//
نظرتُ فلم أُبصرْ سوى الحرّ
يصطلي حقيقته نارا عليها مقلّبا
//
فعزمٌ وتغييرٌ بصيرورة الرؤى
ودفعٌ لطوفانٍ يجيئُ مخضّبا !!
//
ليبدأ تاريخا جديدا بنزفه
ويدخلَ أبكار المعاني مجرّبا
//
وربّ لجوجٍ سرّع اليأس حتفه
وراضٍ بما يلقى بحبٍ تصببا
//
فبردٌ لمن ذابت من الوجد نفسه
يقينا يرى بالحب دينا ومذهبا !!
//
وسقمٌ إذا ما النفس للجود ضيّعت
تزلّ بها الدنيا سحيقا وغيهبا
//
فكلا معي عقلي وقلبيَ حجّة
وكلا لذات الله أسعى تقرّبا !!
//
دماءٌ هو الحب العظيم أضخّه
ليدفعني نحو البقاء وأغلبا !!
//
كرياته شوقٌ لكلّ فضيلة
ولذةُ مخمورٍ من الشعر ذوّبا
//
أخطُ على لوح الخلود قصيدتي
صراعا مع الطاغوت لم يأتِ أصعبا!!
//
وماكنتُ مهزوما وحبيْ مدافعا
ولو طالت الحمى بنفسي لأتعبا
//
غدوتُ كقرص الشمس للدفء ناشرا
وإنْ تختفي شعري يفيضُ لتشربا
//
وإني كمثل الماء في عين مبصرٍ
فمهما اعترى قحطٌ محالٌ لأنضبا