أنْ تُؤمن بموهبتك وتُخلِص لفكرتِك

 

محمد عبد العظيم العجمي | مصر

 

طويلة هي الطريق علي من يسبحون ضد التيار، مؤمنين بمواهبهم، مقتنعين بفكرتهم في وطن تتعثر فيه خطي الموهوبين.. تعوق طريقهم كل الأشجار والأحجار، وطن يتقوقع علي المنتفعين، ثم يثني عطفه ويصعِّر خده للمخلصين من أبنائه.

نافح هذا الشاب الموهوب طويلا عن موهبته (الصحفية) التي لم يؤمن بها غيره، في بلدة لا يعرف أهلها إلا طرق الكسب البسيط المباشر، بعيدا عن فكرة المغامرة التي يحيق بها الفشل من كل حدب، ثم لا تكف عنك الألسنة بلمزها ولا العيون بغمزها.. حتي أوغل في عالم الصحافة، فحاز جائزتي النقابة ومصطفي أمين.

ثم راح ينبش بمعوله البسيط في عالم (العدم واللاجدوي) علي حد وصفه، عن هذه المواهب الدفينة الكامنة مؤمنا أن هذا الوطن بأهله البسطاء لن يعدم الخير من عطاء السماء، وإن ولت الأرض وجهها غير شطرهم..

وتارة أخري يتساءل اللّامزون عن الجدوى، يرجفون بأن المواهب لو وجدت فلن تجد لها في أرضنا متسعا ولا مستقبلا!!

لگن الدعوة الملحة: أن يبحث المحرومون في كوامن عطاءاتهم الربانية في أبناءهم وفلذات أكبادها فيشعلوا جذوتها، بدلا من التحسر على الفقد و ما حرموه من نصيبهم في أوطانهم.

هذه الدعوة التي تحاول أن تعيد للنجاح الجمعي الوطني روحه بعد أن يقدم للوطن الموهوبين من أبناءه؛ علَّه يمد لهم يدا، أو يبسط لهم راحة تحملهم حتي ينهضوا به، وينهضوا بأنفسهم وأهليهم، ليخطوا خطا جديدا من نجاح التميز، الذي يدرك قيمة نفسه، ويثق فيما عنده، بدلا من روح (القولبة) البليدة التي تنمط المجتمع، وتدفن مواهبه.

الإيمان بالفكرة والإخلاص لها صعب في وطن يحاربك فيه الجميع ولو عن غير قصد، وقد حرموا لذة النجاح والتقدير منه منذ سنين عجاف أذابت الشحم وأكلت اللحم ودقت العظم؛ لكنه يوشك أن يثمر كما أثمرت من قبله فكر ومواهب، احتاجت فقط أن يؤمن بها أهلها ثم لا تلبث بوادر النجاح أن تحشد لها الجماهير.

ويصبح النجاح دوما رهنا بهؤلاء الأناس اللامعقولين، كما قال (برناردشو).

تعليق عبر الفيس بوك