أموت تحت ذريعة التضحية

إيمان زياد | فلسطين

لو أن الله خلقني قطعة جريد، أمرر  لمسة نسيم حانية إليّ، لا لشيء غير أن ثغره الضاحك يثلج قلبي، لو أنني جريد أنصت لرائحة الدفء حتّى يحطّ بأقدامه طير مهاجر على ضلعي، لا لشيء فقط لأطعم ذاكرتي حكايات البلاد الساكنة في جناحيه فابتهج، لو أنني طازجة الخضرة، تضمّني شمس مشتاقة فأشقرّ، لا لشيء فقط لتخرج من عقبي جريدة صغرى تدغدغني، لو أنني أفتح للسماء فمي فتسقيني، لا لشيء فقط لأملأ عروقي من غيم الله..

ثمّ تتهتك كالعادة ذروة القصّة، وأسقط من ملكوتي العلويّ كقطّة لم تتشبث جيّداً بسلك الكهرباء.. فلا ماؤه يروي إن عبأ الملح عروقي دمي، ولا ليونة في أكتافي كنف الريش الغريب، واللمسة الحانية حينها أيضا سيدميها تشققي وبؤس الذاكرة.

 ما الفأس في يدّ الحطّاب للسعف إلا مكافأة على حسن الجوار والهدوء والعِشرة.. وقبل أن أهوي سأعدّ معه للعَشرة والملح ينزّ من حوافي.. ليتني جريد داهمته السعف باكرا حين ظلّلت رُطباً ليست لي.. لا لشيء.. فقط لأموت تحت ذريعة التضحية

تعليق عبر الفيس بوك