علي بن بدر البوسعيدي
استكمالاً لما بدأته في الحلقة الأولى من هذه السلسلة، أقول إنَّ العهد الزاهر الذي نعيشه تحت قيادة مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- سيظل ملهمًا للكثير ومصدر فخر واعتزاز للجميع، ولمَ لا؟ والعديد من المنجزات نشهدها كل يوم من فجر النهضة المباركة، والتي كان أسماها الاهتمام السامي بالتربية والتعليم، فمنذ 49 عامًا وعد جلالته -أبقاه الله- بأنّ مسيرة التعليم ستظل ولو تحت ظل الشجر، واليوم لدينا كم هائل من المدارس والكليات والجامعات في كافة ربوع الوطن، تنشر ظلال المعرفة وتنشئ أجيالاً لها من العلم والوعي الكثير الذي يرفع سقف طموحاتنا جميعًا في مستقبل أكثر إشراقًا تقوده هذه السواعد المتعلمة والواعية للمتطلبات والمستجدات والتطورات.
فبعد أن كان التعليم الأساسي في بلادنا مقتصراً على مدرستي السعيدية في مسقط وصلالة، وعلى ما أسهمتا به كلتاهما بتخريج أفواج من الطلاب بنوا هذا الوطن العزيز، نقف اليوم لنفتخر بهذا التطور الهائل سواءً على مستوى أعداد المدارس أو مخرجات هذه المدارس، وبالتوازي على هذا التطور، كانت جامعة السلطان قابوس منارة تضيء، وتشهد بزهو مراحل التنمية في بلادنا، حاملة اسم حضرة صاحب الجلالة عرفانا وولاء لما قدَّمه جلالته لهذا الشعب العزيز، ومن حولها -وأقصد جامعة السلطان قابوس- أنشئت الكليات التقنية والتطبيقية وغيرها، لتمكين وتسليح الأجيال الجديدة بكل ما يحتاجونه لخدمة وطنهم.
وإلى جانب المنظومة التعليمية، كانت توجيهات جلالته -أيّده الله- للحكومة بسرعة إكمال البُنى الأساسية، وفي القلب منها شُيِّدت الطرق والجسور التي وصلت بين كافة المحافظات والولايات والنيابات، كما ساعدت في خفض عدد الحوادث المرورية نتيجة ما أوجدته من بدائل ناجحة للحد من الازدحام المروري.. وفي النقل الجوي، أنشئت المطارات وفق أعلى المعايير العالمية، فاليوم لدينا مطار مسقط الدولي الجديد بحلته البهية، ومطار صلالة وصحار والدقم، وفي النقل البحري، لدينا العديد من الموانئ التي تُسهم في إنعاش حركة الاقتصاد الوطني ودفع مسيرة التنمية وتنويع مصادر الدخل، كما أسهمت الموانئ البحرية والجوية في توطيد علاقات عُمان بالعالم أجمع من حولنا.
منجزات نهضتنا المباركة خلف القيادة الحكيمة لا تعد ولا تحصى في سطور، فالتنمية الاقتصادية والعمرانية، ودار الأوبرا السلطانية، والمنطقة الاقتصادية بالدقم، والفنادق والمنشآت، وغيرها الكثير من مظاهر النمو والتطور التي يشهد بها الجميع لعُمان وتمنح تجربتها خصوصية فريدة، وتضعها في صدارة المؤشرات العالمية، تُوقِد في نفوس الجميع -كل يوم- مشاعر الولاء والعرفان لهذا القائد العظيم.. قابوس المنير.