عواصم - رويترز
تدرُس السعودية اقتراحًا لجماعة أنصار الله في اليمن لوقف إطلاق النار؛ الأمر الذي قد يُعزِّز جهودَ الأمم المتحدة إذا تمَّ التوصل لاتفاق لإنهاء حرب مدمرة تشوه سمعة الرياض.
وعرض "أنصار الله" -قبل أسبوعين- التوقُّف عن شن هجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة على السعودية إذا فعل التحالف -بقيادة الرياض والمدعوم من الغرب- الشيء نفسه كخطوة نحو ما وصفه زعيم الجماعة "بالمصالحة الوطنية الشاملة".
ولم تقبل السعودية عرض جماعة أنصار الله أو ترفضه. لكنَّ الرياض رحَّبت هذا الأسبوع بالخطوة، وقالت ثلاثة مصادر دبلوماسية ومصدران مطلعان آخران لرويترز إنَّ المملكة تدرس بجدية شكلا من أشكال وقف إطلاق النار؛ في محاولة لوقف تصعيد الصراع.
ودفعتْ حرب اليمن -المستمرة منذ أربعة أعوام ونصف العام- واحدة من أفقر الدول العربية بالفعل إلى شفا المجاعة. وتصف الأمم المتحدة الحرب بأنها أسوأ كارثة إنسانية في العالم. وكانت جهود الوساطة التي تبذلها الأمم المتحدة لإنهاء الحرب المعقدة شاقة. ويضغط حلفاء السعودية الغربيون، بمن فيهم الذين يقدمون أسلحة ومعلومات مخابراتية للتحالف؛ من أجل إنهاء الحرب التي قتلت عشرات الآلاف.
وقال مصدران إنَّ الضربات الجوية السعودية على مناطق جماعة أنصار الله تراجعت بشكل كبير، وإن هناك ما يدعو للتفاؤل بشأن التوصل لحل قريبا.
وقال نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان -على تويتر- إنَّ المملكة تنظر إلى هدنة جماعة أنصار الله بإيجابية، مكررا تعليقات سابقة هذا الأسبوع لولي العهد الحاكم الفعلي للمملكة الأمير محمد بن سلمان. وفي يوليو، أعلنت الإمارات -الشريك الرئيسي في التحالف بقيادة السعودية والقوة البرية الرئيسية التي تقاتل على الأرض- تقليص وجودها في اليمن في إشارة إلى الانسحاب من قتال جماعة أنصار الله. وفي ذلك الحين، لم تسفر الجهود الدبلوماسية والعسكرية لإنهاء الحرب عن أي شيء، وكانت التوترات الأمريكية الإيرانية المتزايدة تهدد أمن الإمارات.
وتعهَّدتْ الرياض بمواصلة مواجهة جماعة أنصار الله، لكن بعد شهرين وفي ظل خسارة الشريك الرئيسي على الأرض، تبدو الرياض الآن أكثر انفتاحا على خيارات أخرى بخلاف الحرب.
وقال مسؤول إقليمي مطلع إنَّ السعوديين يدرسون عرض الحوثيين الذي يستخدمه دبلوماسيون غربيون لإقناع الرياض بتغيير المسار.. وأردف المصدر قائلا: "يبدو أنهم منفتحون عليه".
وقال مصدرٌ عسكريٌّ كبيرٌ في اليمن -مقرب من جماعة أنصار الله- إنَّ السعودية "فتحت اتصالا" مع مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى لجماعة أنصار الله عبر طرف ثالث، لكن لم يتم التوصل لاتفاق. وأضاف المصدر أن هذا العرض تضمن وقفا جزئيا لإطلاق النار في مناطق محددة. وقال مصدران دبلوماسيان والمصدر المطلع أيضا إن وقف إطلاق النار الجزئي مطروح على الطاولة.
لكنَّ مسؤولين من جماعة أنصار الله قالوا إنَّ الاتفاقَ الجزئيَّ غير مقبول. وقال وزير الإعلام في حكومة جماعة أنصار الله إن المطلوب هو الوقف الكامل للغارات الجوية في جميع أنحاء اليمن، ووضع حد لحصار الشعب اليمني.
وقال دبلوماسي أوروبي: "يريد الأمير محمد بن سلمان الخروج من اليمن؛ لذا علينا أن نجد سبيلا له للخروج مع حفظ ماء الوجه". وقال دبلوماسي آخر إنَّ موافقة السعودية على وقف الغارات الجوية سيعني فعليا نهاية الحرب لأن السعودية لا تملك قدرات كبيرة على الأرض. وثمة مؤشرات أيضا على أن المجتمع الدولي يتحد لتشجيع الرياض على الحوار مع جماعة أنصار الله.