مدينة في حنجرة النسيان

 

زكية المرموق| المغرب

 

في البدء

كانت اللوحة

فمن أين جاءت فكرة الإطار؟

كان المدى

فمن أوحى للطريق بفكرة

البوصلة؟

كان الماء

فمن حول الرمل إلى مرآة؟

***

 

يالمدينة من مآذن وضوء

المآذن مفتاح

الضوء وصل

ومرات

ثريد للحشرات

***

 

يا لمدينة من ماء و وعشب

فماذا يريد هذا الحجر الواقف

في حنجرة النسيان؟

النسيان ساقية تنتحب في الذاكرة

فلم يلوح العطش على الأبواب؟

العطش طعنات في الظهر

يقولون:

 

"الطعنة التي لا تقتل تقوي..."

***

 

جسدي لوح

والثقوب سهام

لذا كلما خبأتك في عيني

طعنتني يدي

فمن جاء بهذا الطوفان

والحطابون خارج النص

يمشطون شعر الحبكة

في " رأس الماء"؟

***

 

لاحي هنا إلا الموت

الموت شجرة نسيت اسمها

فأنكرتها الغابة

لكن من ينصب الفزاعات

للعصافير في الحقول

يا ماو

تحول إلى دودة أرض

***

 

يالمدينة من تين وزيتون

من بخور وتعاويذ

من مواويل ونبيذ...

 

العجلة توقفت عن الدوران

والهواء يتنمل على النوافذ

مثل راية بيضاء على رأس" تغات"

وهذا العبور لا أول له ولا آخر...

 

غريبة وسط هياكل حديثة

مثل مسلة حمورابي

بينما اللوفر يتباهى بدمي

***

 

أنا لا أبحث عن عشبة الخلود

ولست صاحبة حانة

أيتها الالهة

فلم تهربين سلال العنب من بيت

المؤلف؟

لست إلا فكرة

تخبئ صغارها تحت السرير

خوفا من الكوابيس

ولا وحوش في غرفتي

يا انكيدو

كي تهدم أسوار أحلامي

أنا التي كلما فتحت قلبي

فتح جرح فمه

وامتلأت يدي بالجثت

لكني سليلة الموريسكيين

لا زلت أحتفظ بابتسامة فرناندو

في كوابيسي

ولازالت رائحة السفن

على جسدي...

***

 

أقول فاس

وأقصد الأندلس

أقول الأندلس

وأقصد ك أنت...

 

تعليق عبر الفيس بوك