في حلقة عمل ترويجية بالتعاون بين "السياحة" ووحدة دعم التنفيذ والمتابعة

خبير التنمية السياحية الصيني ماركوس لي يشيد بمقومات وخطط السلطنة لجذب السياح

 

الرؤية - نجلاء عبدالعال

أشادَ البروفيسور ماركوس لي الرئيس التنفيذي لمؤسسة "الصين مستعدة" (China Ready) السياحية؛ بما تزخر به السلطنة من عناصر جذب سياحي، يمكن من خلالها الحصول على حصة أكبر من سوق السياح الصينيين، والمقدر عددهم بأكثر من مليون سائح، وهو ما يحتاج لاستعدادات متنوعة، منها توافر المرشدين وإعداد الإرشادات باللغة الصينية، خاصة وأنَّ غالبية الصينيين لا يتحدثون الإنجليزية.

وعلى هامش مُشاركته في حلقة عمل مُتخصِّصة عن الترويج السياحي، نظمتها وزارة السياحة مؤخرا، بالتعاون مع وحدة دعم التنفيذ والمتابعة، أوضح ماركوس لـ"الرؤية" أنَّ بعض التفاصيل التي تبدو صغيرة تمثل عوامل أساسية بالنسبة للسائح الصيني؛ منها مثلا نظام الدفع الذي يعتمد عليه أكثر من 80% من الصينيين وهو يونيون باي، الذي يعتمد على الهاتف في الدفع، والنظام غير موجود بالسلطنة حتى الآن رغم أنه يُمكن استخدامه في كل مكان في العالم. وأضاف: "علمتُ أن الأمر يحتاج تدخلًا من البنك المركزي العماني لإقرار هذا النظام في السلطنة".

وأضافَ أنَّ عدم توافر الإرشادات باللغة الصينية وندرة المرشدين الملمين باللغة والمطبوعات باللغة الصينية، بل وحتى الأفلام الصينية على الطائرات؛ من العوامل السلبية التي قد تؤثر على تفضيلات السائح الصنيي للدولة التي يود زيارتها. وأشار البروفيسور لي إلى أن عشق الصينيين للطعام يجعلهم يحبون تجربة مختلف أنواع الأطعمة، لكنهم عندما يودون الأكل فإنهم يبحثون عن مطاعم تقدم الأكل الصيني، خاصة المطاعم الصينية الشهيرة، وهي نادرة في السلطنة ربما لا يزيد عددها على 4 مطاعم، فإذا كانت هناك رغبة في جذب مئات الآلاف من السياح، فيحتاج الأمر إلى مضاعفة أعداد المطاعم الصينية في مختلف الأماكن والمحافظات التي تدخل في برنامج السياحة.

وعن الأسعار؛ أوضَح أنَّ أسعار الفنادق بصفة خاصة من الأمور التي ينظر إليها السائح الصيني عند مقارنتها بالأسعار في المنطقة، وقال إنَّه على علم بوجهة نظر القطاع السياحي العماني الذي يفضل جذب طبقة من السياح التي لديها قدرة أعلى على الإنفاق، لكن حتى هذه الطبقة تفكر أيضا في المقابل الذي ستحصل عليه من خلال ما تنفقه، ومسألة الأسعار يمكن أن تتغلب عليها الفنادق إذا ما قدمت عروضا للمجموعات الكبيرة وفي غير موسم الذروة.

وحول أفضل طرق الوصول إلى السائح الصيني، قال إنَّ هناك بعضَ الطرق يُفضِّل تجنبها رغم أنها شائعة، وعلى سبيل المثال، فإن الصين لا يعمل فيها الواتساب أو يوتيوب أو جوجل، وكثير من تطبيقات التواصل التي تعتمد عليها الكثير من الدول في الترويج السياحي لنفسها، ولديها في المقابل تطبيقات بديلة ويمكن أن تكون أكثر جدوى، لكنه لا يحبذ الدعاية عبر وسائل التواصل بالنسبة للسياحة العمانية، وقال إن المرحلة الأولى يفضل أن تركز على التواصل المباشر مع الشركات السياحية الصينية الكبيرة، وتقديم عروض يُمكن أن تبدأ في شكل سياحة الترانزيت ضمن جولة سياحية مع دولة أو دول في المنطقة أو في الطريق إلى دول بعيدة في إفريقيا أو أوروبا.

وشدَّد لي ماركوس على أهمية التكامل والتكاتف بين جميع العاملين في القطاع السياحي لتقديم أفضل ما يمكن لأن العائد سيكون عليهم جميعا؛ لذلك فإن وجود برنامج ترويجي للسياح الصينيين ينبغي أن تشارك فيه شركات ومؤسسات ومنشآت القطاع السياحي العماني من وكالات السفر والسياحة وشركات الطيران والفنادق والمؤسسات الحكومية والأكاديمية ذات العلاقة، وكذلك الحال بالنسبة لتوافر شبكة الإنترنت السريعة -سواء في الفنادق والمعالم السياحية أو في الأماكن العامة- ويعتبر مدى توافر الإنترنت وسرعته من الأسئلة الأساسية التي يسألها السائح الصيني عندما يقرر السفر إلى وجهة معينة، وتوافرها أيضا سيعود بالنفع على الترويج السياحي؛ فإذا التقطَ السائح صورا في مكان أعجبه، لكنه لم يجد واي فاي لإرسالها على الفور لأصدقائه؛ فهذا يعني أن فرصة ترويجية قد ضاعت.

وأكد الرئيس التنفيذي لمؤسسة China Ready أن المؤسسة يُمكنها التعاون في الترويج للسلطنة في الصين، والتعريف بما تمتلكه السلطنة من مقومات، وأنَّ التركيز على إبراز هذه المقومات يُمكن أن يفيده في تنظيم الفعاليات السياحية المشتركة في السلطنة؛ وعلى سبيل المثال: تخصيص أسبوع مثلا للطعام العماني والصيني، أو مهرجان للأزياء، والفنون والثقافات للبلدين، أو مسابقات للتسلق أو الرياضات المختلفة، كذلك فإنَّ استثمار العلاقات الدبلوماسية المتميزة بين البلدين يُمكن أن يسهم في المزيد من الترويج من خلال زيادة الفعاليات التي تتم تحت رعاية رسمية.

ولخَّص البروفيسور لي ماركوس نقطة الانطلاق للترويج للسياحة في السلطنة في التركيز على أكثر ما يميز السلطنة وتكثيف الترويج له عبر اللقاءات المباشرة مع الشركات السياحية، وتنويع الترويج لنفس المتميز فيها بطرق مختلفة؛ مثل: المطبوعات باللغة الصينية والأفلام القصيرة والرسوم المتحركة والرسائل المصورة...وغيرها؛ بحيث تثير شغف السياح للتعرف على التميز الذي تحظى به السلطنة.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة

z