الشباب.. ثروتنا الحقيقية

علي بن بدر البوسعيدي

بعد ثلاث جولات حطَّت فيها "جائزة الرؤية لمبادرات الشباب" في عبري والبريمي الأسبوع الماضي، وبالأمس في الرستاق -وعلى الرغم من أننا لم نصل بعد إلى مُنتصف عدد المحطات الذي حددته "الرؤية"- يُمكنني أن أؤكد على أنَّ الجائزة هذا العام ستكون حافلة بالمنافسات القوية، فالنتائج المثمرة التي لمستها شخصيًّا على أرض الواقع في المحطات الثلاثة تقر العين وتطمئن النفس بأن لدينا جيلا واعدًا قادرا على أن يبني عُمان التي نريد، والكرة الآن في ملعب هؤلاء الشباب الواعدين الذين أصبحوا على علم بكل تفاصيل النسخة الجديدة من الجائزة، وما عليهم سوى تعبئة استمارة الترشح الخاصة بالفئات التي يجدون فيها أنفسهم ومواهبهم.

فاللقاءات الثلاثة التي يبدأها دائمًا الأخ العزيز المكرم حاتم الطائي رئيس التحرير، بكلماته المحفزة والعبارات التي تضيء الأنفاق أمام هذا الجيل الواعد، كانت تصبُّ كل تركيزها على قطاعات التكنولوجيا والتقنيات، وكيف أن السباق قوي جدا على هذا المضمار، وكنت بين الوقت والآخر أتطلع للشباب الحضور فأرى الحماس في عيونهم، ولكم كانت لحظات مُبهِجة لي وأنا أسمع نقاشاتهم التي تحمل أحلامًا كبيرة، وما يتميزون به من مستويات مبدعة. بالإضافة إلى العروض التي تقدمها نماذج وطنية مشرفة اختارتها "الرؤية" بعناية لتزيِّن بها جولات الجائزة في المحافظات، نماذج حققت نجاحات كبيرة في مجالات عديدة، وبعدها كان نذهب في زيارات ميدانية إلى العديد من المشاريع الرائدة التي تغلبت على كل التحديات والمصاعب، واعتمدت على همم أصحابها وعزيمتهم ليضربوا أمثلة رائعة تبعث في النفس راحة بأن عُمان المستقبل في أيدٍ أمينة.

وأظن أنَّ هذه السطور مساحة مُناسبة جدًّا لأن تحمل عبارات الشكر الجزيل لكل من أسهم في إنجاح المحطات الثلاثة الماضية، وما لقيناه من حسن استقبال وكرم ضيافة، بالإضافة لعبارات احتفاء بشبابنا الواعد في هذه الولايات، وفي السلطنة عمومًا، الذين يُدركون حجم مسؤوليتهم وحاجة وطنهم لهم، بأن يكونوا متميزين وغير تقليديين، وأن يواصلوا مسيرتهم حتى ولو مرت عليهم لحظات صعبة، وأن لا يخافوا من أي فشل ممكن أن يمروا به، فالفشل محطة على طريق النجاح والتميز، لذلك عليكم أن تدربوا أنفسكم جميعا أيها الشباب على تطوير مواهبكم وإبداعاتكم، وأن لا تلتفتوا للمحبطين، فالطريق طويل، ومن يطيل النظر وراءه فلن يصل إلا متأخرًا.