المشاركة الإيجابية في الانتخابات

خلفان الطوقي

الجميعُ هذه الأيام في عُماننا الغالية يتحدَّث عن انتخابات أعضاء مجلس الشورى في دورته التاسعة، ونحن على موعد مهم وعرس وطني، ألا وهو التصويت للمرشح الذي نَرَاه مُناسبا، والإدلاء بأصواتنا في تاريخ 27 أكتوبر 2019.

ومن الطبيعي أنك ستجد هناك مَنْ يُشجِّعك على التصويت، وهناك من سيُحبطك وربما يقول لك إنَّ الانتخابات ليست مجدية، وأنَّ المجلس برُمته ليس مهمًّا، ولكن للأسف لن يعطيك مُبرِّرات منطقية، علينا أن نعلم جميعا أنَّ التصويت واختيار المرشح والذهاب في يوم التصويت، واختيار من تراه مناسبا هو أمر مهم جدا؛ لأنها مسؤولية وطنية، وعلى الجميع مِمَّن يحق له الانتخاب أن يشارك في الانتخابات، وذلك لأنها مسؤولية مشتركة؛ و لأن مسؤولية حفظ عُمان، باعتبارها "أمانة"، هي مسؤولية مشتركة، وأنت وأنا، وهو وهي، جزء من هذه المسؤولية، خاصة المشاركة الإيجابية، واختيار أفضل المرشحين بنزاهة واقتناع وبناء على الكفاءة والقدرات والخبرات التراكمية للمترشح، مُبتعدين عن الممارسات غير القانونية والاخلاقية؛ فمهما قامت به الحكومة من جهود لإيقاف الممارسات غير القانونية أو غير الأخلاقية، فلن تنجح بدون التعاون معها.

وتذكَّر أنْ لا تلوم المجلس مُستقبلا إذا كان اختيارك بناءً على معايير المصلحة الآنية أو المستقبلية، أو لاعتبارات قبيلة أو صداقة أو جيرة، دون وضع معايير الكفاءة من كل النواحي نُصب عينيك، ومراعاة الصورة المستقبلية لعُمان، وعلينا جميعا أن نَضَع هذه القاعدة الأبدية ونتذكرها؛ وهي: أنه سيكون في هذا المجلس كفاءات وطنية مثلما كانت هناك كفاءات في الدورات السابقة، ومسؤوليتك -أنا وأنت، وهو وهي- الوطنية في هذه الدورة أن نُسهم جميعا في أنجاح العملية الانتخابية بناءً على المنافسة الشريفة النزيهة؛ ليحقق من نرشحهم آمال وتطلعات المجتمع، وتحقيق ما لم يتحقق سابقًا، وتأكَّد أن مُشاركتك في التصويت مُهمَّة مهما كان هناك من يُثير الإحباطات، والأهم من التصويت في حد ذاته هو "الاختيار الأمثل" للأكفاء من بين المرشحين؛ ذلك إنْ كُنت تُحب عُمان قولًا وفعلًا، وتحمل مسؤولية عُمان حول عنقك، وتتخيل معي أن صوتك وصوتي يمكن أن يضع "صلاحيات المجلس" قوية وفاعلة إن أصبحت الأغلبية هم الأكفاء علما وعملا وخلقا وخبرة.

وبذلك؛ ستكون عمان وأهلها هم الرابحون بإذن الله و بصوتك الذي وضعته لمن يستحق، وعلينا أن نقوم بأكثر من ذلك، وهو أن نشجِّع ونقنع الجميع على المشاركة الإيجابية والذهاب للتصويت والمشاركة في انتخاب الأصلح لعُمان وأهلها الأجلاء، وبذلك نكون قد أسهمنا بنشر الثقافة الانتخابية لتكون ضمن ثقافة المجتمع العماني على كافة أطيافه، وهكذا سوف نضمن استدامة التنمية في جميع مناحي الحياة في عُماننا الغالية، ونضمن أيضا نضج التجربة الانتخابية دورة بعد أخرى.

وبما أنَّ الفرصة أُتِيحت للتصويت لجميع المواطنين ممن تجاوز سن الحادية والعشرين عاما ذكورا واناثا من داخل عمان أو خارجها، فمن داخل السلطنة يمكنك أن تذهب لأقرب مركز انتخابي من الحي أو القرية التي تعيش فيها واتباع الإرشادات السهلة من الأفراد المشرفين على ضمان سهولة ويسر العملية الانتخابية. وهذه المرة ولأول مرة تمكنت وزارة الداخلية من استحداث برنامج يُمكِّن الناخب العماني الموجود خارج السلطنة في يوم الانتخابات أن يستخدم تطبيقا إلكترونيا سهلَ الاستخدام للتصويت لمن يراه مناسبا، دون داعٍ لأن يذهب لمبنى سفارة السلطنة في تلك البلاد؛ مِمَّا سهَّل للراغبين في التصويت دون عناء خاصة للقاطنين بعيدًا عن مواقع السفارات والقنصليات العمانية في تلك البلدان؛ فأصبح لا عذر بعد الآن لمن لا يصوت في انتخابات الشورى، وعلينا تشجيع غيرنا لممارسة أهم واجباتنا تجاه بلدنا، فما معنى الوطنية أو المواطنة دون ممارسة واقعية لأبسط واجباتنا.

إنَّ الحل يكمُن في التصويت، فلن يكون الامتناع عن التصويت حلًّا أبدا، ومهما كانت الأعذار في الامتناع، فلن تجدها مبررة، خاصة للشباب المتعلم الواعي الذي سافر ورأى العالم واطلع على تجارب شبيهة، لن يكتمل مشهدها الجميل إلا بالمشاركة المجتمعية، وبمشاركة الجميع نضمن عرسا وطنيا مفرحا مبشرا بالخير الوفير لعمان الغالية وأهلها الكرام.