قيامة الجرح

 

غزوان علي ناصر | العراق

 

هــــــــذا ضريحُــكَ بالسّناءِ مجـلّلُ

طافــــــتْ بهِ الأرواحُ فيهِ تُهــــلّلُ

//

وقبابُكَ الشّماءُ تزهـــو في السّما

أنوارُهـــــــا هيهـــــاتَ يوماً تأفلُ

//

جئنا إليكِ بكلِّ قلبٍ عـــــــــــاشقٍ

أحـــــــــداقُنا في دمعِهــــــا تتبتّلُ

//

شبّاككَ الميمـــــونُ دارتْ حولــهُ

كلّ المـــــــلائكِ والمـــلا تتوسّلُ

//

يا وراثَ الكـــــــرّارِ جئتُكَ سائلاً

يممـــتُ وجـــهي فــي ثراكَ أقبّلُ

//

ومسكـــتُ شبّاكَ الضّريحِ مصلّياً

وأنا وعشقكَ بالجـــــــراحِ محمّلُ

//

في البدءِ كنتَ الجرحَ في اعماقِنا

وتظلُّ فــــــينا الحــــــبَّ لا يتبدّلُ

//

وسعى إليكِ المــــــاءُ في أحزانهِ

ليطوفَ في مغناكَ كيمــــــا ينزلُ

//

وهــــــــوى يقبّلُ أصبعاً مبتورةً

ظمىءٌ إليكَ فكلُّ جــــرحٍ جــدولُ

//

يا أيّهـــا المذبوحُ من حدِّ القفــا

رضّتْ أضالعــــــهُ وحُزَّ المفصلُ

//

يا مالئ الدّنيا هـــــدىً ومروءةً

سقطَ الزّمانُ وأنتَ عمرُكَ أطولُ

//

ما ماتَ ذكرُكَ والمــــآثرُ تشهدُ

تمضي بهِ الأزمــانُ وهي ترتّلُ

//

والسّيرةُ المعطاءُ تبقى غـــرّةً

رغمَ الخطوبِ سطورُها لا تهملُ

//

بوركتَ منْ مستقتلٍ ومدافـــــعٍ

هذي دماؤك َللكـــــرامةِ فيصلُ

//

أرعبتَ جيشاً كنتَ وحدكَ أعزلاً

وزئيرُ صوتكِ في الحتوفِ يُجلجلُ

//

هم ينظرونَ أليكِ ملء عيونِهم

هلعــــاً وكلُّ صدورهِــم تتوجّلُ

//

إن حاصروكَ فليسَ ذاكَ بضائرٍ

أنتَ العظيمُ ممــــــانعٌ مستبسلُ

//

ومقطّعٌ بيضُ السّيوفِ تنوشهُ

لولا الكفوفُ هوتْ بكفِّكَ تخجلُ

//

وصبرتَ صبرَ الأنبياءِ على الأذى

فكانّمــا أنتَ النّبيُّ المرســـــــلُ

//

وتسافلوا أولادَ من رضعوا الخنا

وبقيتَ وحدكَ شاهقـــاً لاتُمحلُ

//

وتناثروا وعكستَ خلقاً سامقاً

سفرٌ يضيءُ وبالحكــايا يهطلُ

//

ذبحوا بكَ الدّينَ القويمَ واجرموا

من غدرهِم صمُّ الصّفا تتزلزلُ

//

وفديتَ دينَ اللهِ في اصقاعـــهِ

لمّــــــا رأيتَ العـدلَ فيهِ يُعطلُ

//

ووقفتَ في وجهِ الطغاةِ مكابراً

وتركتَ جرحَكَ للقيامـــةِ يُثكـلُ

//

يا سيّدَ الكلماتِ شعــري ثورةٌ

ماهـــــــادنَ الأشرارَ أو يتذلّلُ

//

يومٌ بكى فيهِ الرّســولُ وآلُـــهُ

والأنبياءُ وصحبُهُ كمْ اعولــوا

//

شـــرفٌ لنا حبّ النّبيّ وآلــــهِ

ايْ والسّمــا فيهم نذوبُ ونُقتلُ

//

ونفاخرُ الأعــــداءَ نحنُ بحبِّهم

أنْ اجرموا في ظلمِنا وتوغّلوا

//

فقراءُ نشقى والجهاتُ مراصدٌ

لكنّنا عن نهجِهم لا نعــــــــدلُ

//

والموتُ في عشقِ الحسينِ شهادةٌ

تزهو بها مهجُ النّفوسِ وترفلُ

//

لولا جـــراحٌ للحسينِ وصحبهِ

في ديننا كانَ الطغـــاةُ تأوّلــوا

تعليق عبر الفيس بوك