متفرقات رياضية

حسين بن علي الغافري

رغم أن ليفربول يعيش هذه الأيام أفضل انطلاقة له في الدوري الإنجليزي الممتاز ويتصدر الترتيب، إلا أن مسألة الخلاف بين نجميه الإفريقيين المصري محمد صلاح والسنغالي ساديو ماني، تبدو جليَّة للجميع؛ الأمر بدأ يتطور شيئاً فشيئاً في الآونة الأخيرة؛ وبالتالي أخذ منحى تصاعديا يشير إلى ضرورة حله قبل أن يكون ارتداده عكسياً على مشوار الفريق محلياً، وحتى في البطولة الأوروبية التي خسر أولى مبارياتها أمام نادي نابولي الإيطالي. ولعلَّ من تابع شكل الفريق في الموسم المنصرم، وتصدره في البداية للترتيب بفارق سبع نقاط، ومن ثم تراجع النتائج، وانقضاض السيتي على المركز الأول حتى النهاية، يدرك تماما أن الوضع الحالي ينبئ بتكرار المشهد عندما تبدأ المباريات تزيد من نسقها ورتمها. وهنا يبدُو أن المدرب الألماني أمام معضلة واضحة أخمد نيرانها سابقاً، وعادت لتؤرق رأسه مجدداً، وقد تتطور إذا ما تم وضع العلاجات المناسبة والحاسمة قبل أن تتضاعف. وشخصيًّا أرى أنَّ الموضوع بسيط جداً وقائم على الحل السريع، فوجود ماني وصلاح بفنيات مختلفة وطريقة أداء متناسقة، يجعل مهمة النجمين تكاملية بدرجة أولى ولا تحتاج كل هذه الإثارة.

جاء سُقوط ريال مدريد الإسباني أمام باريس سان جيرمان الفرنسي، بثلاثة أهداف دون مقابل بمثابة الصدمة الأولى لجماهير الملكي، التي اتَّضح لها أنَّ هذا الموسم قد يُعاني فيه الفريق أكثر مما حدث في الموسم الماضي. عودة زيدان لا نقول عنها غير موفقة بدرجة كلية بقدر كونها جاءت في وقت لا يُقدم فيها أبرز عناصر النجاح في فترته الأولى، ولو لربع أدائهم. نجوم كبيرة تراجعت في مستوياتهم الفنية بدءًا من حارس المرمى البلجيكي كورتوا، الذي توقعنا أن وجوده سيكون سدًّا منيعاً، ولكن حتى الآن يقدم مباريات متواضعة. الأمر يتواصل مع خط الدفاع بكامله ولاعبي الوسط، كل ذلك يدفعنا لنتفاءل بالأفضل في حالة تشبع يعيشها الفريق. على العكس، المرحلة المقبلة بحاجة لتجديد دماء وإفساح المجال للراغبين بالمغادرة سريعاً. حتى إنَّ التعاقدات الجديدة سيصعب عليها الإضافة في ظل هذه الظروف الحالية. ولعلي مع غيري أرى أن الود السابق بين الرئيس بيريز والمدرب زيدان يبدو على غير عادته، خصوصاً بعد مرور الصيف، وعدم تلبية رئيس النادي لطلبات زيدان في خيارات التجديد والأسماء التي طرحها للتعاقد. المسألة بحاجة لمتابعة في كيفية التصرف من قبل المدرب في إعادة بث الحياة في المجموعة، وإعادة بناء الشغف والرغبة مجدداً ورؤية الملكي المعتاد. وإذا لم يتوفَّق فقد تتفاقم الأمور إلى ما هو أسوأ؛ وبالتالي موسم آخر بدون ألقاب للقلعة الملكية.

حالة برشلونة لا تبدُو أفضل مقارنةً بريال مدريد. الفريق مُتراجع كثيراً منذ انطلاقة الموسم ونتائجه متذبذبة. بدون نجمه الأول الأرجنتيني ليونيل ميسي، يفقد الفريق نصف هدوئه ونتائجه رغم جودة الأسماء التي يمتلكها. وشخصيًّا، أرى أن الألماني شتيجن حارس المرمى أسهم في إبقاء النتائج بضرر أقل، وإلا فإن الوضع سيكون كارثيًّا بشكل أكبر. مشكلة برشلونة الحالية في أنه لم يجد نفسه إطلاقاً مع مدربه فالفيردي. لا تستوعب هل هو بأداء يغلب عليها البناء من الخلف أو التحفظ والاعتماد على  الهجمات العكسية التي أبدع في صنعها لويس آنريكي عندما تميز الفريق بعهده في سرعة نقل الكرة إلى الخط الأمامي. مشكلة برشلونة الحالية تكتيكية بدرجة كلية؛ فالفريق لا يملك حلولا إطلاقا عن مواجهة صعبة. إعادة ترتيب الأوراق والتبديلات الناجحة تبدو ضعيفة. عموماً، فالفيردي مطالب بعمل كبير ولو أنني شخصيًّا لا أعتقد بقدرته في تقديم نتائج إيجابية بشكل متواصل؛ ففي أهم لحظات الموسم يخرج الفريق بنتيجة سلبية، وقد شاهدناه أمام روما والنتيجة الكبيرة التي عاد بها الطليان رغم الفارق الجيد الذي صنعه في الذهاب. المشهد تكرر مع ليفربول بذات الطريقة. ومشاهدة الحال مجدداً بنفس الأسطوانة يعني بأن المدرب قد ختم رحلته مع النادي الكتالوني بأسوأ طريقة ممكنة.

بعد فوزه على ميلان في ديربي الغضب الكبير.. يحقق إنتر الإيطالي أفضل انطلاقة له منذ مدة طويلة؛ وبالتالي رابع انتصار على التوالي محليًّا. الفريق مع كونتي أصبح مختلفًا بشكل كلي، وطموحاته أصبحت أكبر. ويمكن القول بأن المنافسة مع يوفنتوس ستكون مثيرة للغاية في ظل شكل الفريق الحالي. إنتر كونتي قدم فوزا مهما للغاية في الديربي أمام فريق كميلان. أهمية الفوز في نوعية المنافس واسمه بغض النظر غن تراجع ميلان وتدهوره في السنوات الأخيرة. وهو ما سيجعل البطولة هذا الموسم تنافسية لأبعد الحدود مع اليوفي، والذي يعرفه كونتي جيداً ويعرف خباياه. ولعل عدم وجود البديل الجاهز والقادر على صنع الفارق في إنتر سيصعّب الأمر على المدرب، خصوصا وأنَّ الفريق يصارع على أكثر من جبهة، وأراه غير قادر على ذلك، وإنما لو رتّب الأولويات لتجنب الخيارات المعقدة والحسابات المربكة خلال الموسم. فهل يفعلها إنتر، ويظفر بالكالتشيو بعدما أسهم في تحقيقه مع يوفنتوس لاعباً ومدرباً.