ناشيونال جيوغرافيك

تامر الهلالي | مصر

 

لا تفارق جسدي

رائحة قبر البراءة

أستخدم أغلى العطور و مزيلات العرق

لكن الرائحة - حسب الطبيب- تنبع من العقل

 

لا يستطيع العقل ادعاء أن كل شيء يسير على ما يرام

و لا ان يستدعي الأغاني الوطنية و المارشات 

و اوبريت "وطني حبيبي الوطني الأكبر...  يوم ورا يوم أمجاده بتكبر"

بينما في الشارع الذي أسكنه ستة أطفال ينامون في العراء

 

لا يقدر ذلك المستسلم كما عهدتموه

أن يأمر العين

 أن ترى الدولة الجديدة التي بناها جن سليمان

وليس لدي هدهد يأتيني بنبأ العروش من بعيد

بينما في عائلتي من باعوا أعضائهم ليسددوا فواتير الماء والكهرباء والإيجار

 

كل ما أستطيع فعله هو مشاهدة " ناشيونال جيوغرافيك"

و البكاء عندما يفترس القوي الضعيف

و التصفيق فرحاً حين يستطيع الأضعف الهرب من الأقوياء

ثم الاستحمام الجيد في محاولة للتخلص

من بقايا البراءة

تعليق عبر الفيس بوك