موسم جديد لـ"أبطال أوروبا"

 

 

حسين الغافري

تعُود عجلة دوري أبطال أوروبا، يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين، من الجولة الأولى من دور المجموعات لهذا العام. بطولة تُعدّ الأبرز والأقوى والأكثر إثارة، وتستقطب جماهيرية واسعة نظراً لقوة أسماء الأندية المتنافسة، فضلاً عن جودة الإمكانيات الفنية. ولعلَّ البطولة الأوروبية كانت وفية للمتابع في الأعوام الأخيرة بشكل كبير، بعد أن احتفظت بأسرارها وأسرار أبطالها حتى آخر لحظة من الختام، وقد شاهدنا في العام المنصرم كثرة ما يُعرف بـ"الريمونتادا" -قلب النتيجة الأولى- في مباريات حاسمة خصوصا في الأدوار الإقصائية؛ مثل: لقاء يوفنتوس وأياكس، برشلونة وليفربول، باريس ومانشستر، أتلتيكو ويوفنتوس. جميع اللقاءات غلب عليها التشويق والندية والشراسة ومتوقع أن تتواصل هذا العام.

ويدخل حامل اللقب ليفربول منافسات ساخنة بمجموعته ويستهلها بلقاء نابولي، وبمجموعته كذلك سالزبورج وجينك، وتبدو ورقيًّا في متناول الريدز رفقة نابولي في العبور إلى الدور المقبل. كما أن حامل لقب الموسم قبل الماضي ولثلاثة مواسم متتالية العملاق الإسباني ريال مدريد أمام اختبار حقيقي رفقة باريس سان جيرمان في المجموعة الأولى، مع أندية كلوب بروج وجلاطة سراي التركي. بلغة الأرقام، تبدو الكفة تميل إلى اتزان بالمجموعة يدفعنا لتوقعات بتأهل النادي الملكي مع الباريسي. أما في المجموعة الثانية، فمتوقع أن تشهد ندية نوعية بين بايرن ميونخ الألماني وتوتنهام الإنجليزي وأولمبياكوس اليوناني مع أفضلية للألمان والإنجليز. البايرن هذا العام متوقع أن نراه مختلفا بعد التعاقدات التي قام بها، ولكن بطبيعة الحال لا تبدو الأمور على ما يرام مقارنةً بعمالقة القارة التي هيئأت صفوفها بشكل أوسع وبمبالغ أكبر. المجموعة الثالثة تبدو سهلة كذلك لمانشستر سيتي الذي سيكون في نزهة حتى يناير المقبل. أندية مثل شاختار الأوكراني ودينامو زغرب وأتلانتا الإيطالي، وإن حققت المفاجأة في مناسبة ستواجه صعوبة في عرقلة السيتزن من ضمان مركزه الأول عن هذه المجموعة.

أكثر المجموعات ستكون مليئة بالإثارة تلك التي تضم برشلونة الإسباني وإنتر الإيطالي وبروسيا دورتموند الألماني. برشلونة يطمح بقيادة نجمه الأول ليونيل ميسي إلى إعادة اللقب الأوروبي إلى كتالونيا مجدداً وللمرة الخامسة في تاريخ النادي، المهمة صحيح صعبة ولكن بوجود مجموعة كالحالية يعتبر تحديا جيدا لقياس جودة المجموعة ومدى جاهزيتها الفعلية. إنتر هذا العام مختلف بشكل كلي عن الأعوام المنصرمة. يذكرنا بمجموعة صنعها وكوَّنها البرتغالي جوزيه مورينهو، وحققت اللقب الأوروبي والثلاثية التاريخية.. صحيح أنَّ الوضع غير مُماثل من ناحية الأسماء، ولكن الحماس والرغبة بتواجد مدرب كأنطونيو كونتي يجعلنا نحلم بعيداً برؤية إنتر طموح وقادر على المنافسة المحلية والأوروبية. إنتر بعيد عن الخلافات بين الجمهور والإدارة أو الجمهور واللاعبين، أو حتى بين الإدارة واللاعبين.. الآن كونتي يهيئ مجموعته ويعمل على دمج الخيارات الأفضل رغم أن العائق الذي سيواجهه هو البديل الفعّال القادر على المساهمة الكبيرة.. دورتموند هو الآخر منافس شرس وقد شاهدناه منذ انطلاق الموسم بكرته الجميلة، هذه المجموعة تعد بالكثير من الإثارة كما ذكرنا؛ ولذلك قد تلعب المفاجآت لعبتها المعتادة.

كذلك المجموعة الأخيرة تبدو مثيرة بتواجد تشيلسي وأياكس وفالنسيا.. أندية متوازنة في حضورها وفنياتها. أما المجموعة الرابعة، فالأمور شبه محسومة لليوفي وأتلتيكو مدريد، والمجموعة السابعة التي ستحتفظ كذلك بإثارة جميلة بتواجد لايبزغ الألماني وبنفيكا البرتغالي وليون الفرنسي وزينت الروسي.