تجربة الشورى العُمانية

 

مسلم سهيل العمري

 

 

تتلخص تجربة الشورى العُمانية ومستقبلها من وجهة نظري في ثلاثة محاور أساسية .

التوجه الأول: وهو توجه الحكومة ودورها في إشراك المجتمع في العمل البرلماني، ويتجذر هذا الدور منذ الوهلة الأولى لبدايات تولي صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله - الحكم حيث أسس قواعد العمل الشوروي من خلال ما توصلنا له حتى يومنا هذا ابتداءً من المجالس والمراحل التي مر بها من خلال الإجراءات والخطوات حتى أصبح الشورى مثل ماهو عليه الآن.

ونلاحظ أن هذا التوجه تركز على نقطتين أساسيتين وهما:

  1. التدرج في الشورى حتى يصل المجتمع إلى النضج الفكري والسياسي، كون أن المجتمع تتفشى فيه الأمية، وهذا هو الصحيح برأيي الشخصي.
  2. منع إنشاء الأحزاب السياسية رغم أن العالم العربي يعيش أزهى عصوره من حيث قيام الأحزاب القومية والاشتراكية والأحزاب الدينية. والمواطن العُماني جزء من العالم العربي والإسلامي قد تأثر بها نتيجة الهجرة والعمل والتعليم في البلدان الخليجية والعربية.

وهذا المنع برأيي الشخصي أتى لسببين وهما الأوضاع السياسية ودخول أفكار ماركسية وشيوعية قد تؤثر على ثقافة المجتمع العُماني.

والسبب الثاني من منطلق ديني يحتم على الدولة عدم التحزب.

ومع ذلك فإني أتفق مع هذا الإجراء مثلما أيدت الإجراء الأول.

التوجه الثاني: المثقفين من المفكرين والعائدين والأكاديميين والنخب العربية التي حصلت على المواطنة، إن المثقف العُماني جزء لا يتجزء من الوطن العربي فهو يحمل هموم وتوجهات وأهواء وميول حزبية سواء كانت معلنة أو مركونة لأوضاع خاصة.

إن هذا النوع قد يكون غير راضٍ لأسباب منها، يَرَوْن بأن الحرية وتقدم المجتمعات لا يتم إلا من خلال فتح حرية وتعددية الأحزاب والمشاركة بشكل أوسع.

وقد يختلف معهم الكثيرون لأنهم يَرَوْن نضجهم الفكري ينطبق على كافة المجتمع وعدم مراعاة الهوية الإسلامية والعربية .

التوجه الثالث: وهو أغلب المجتمع يرونها واجبا وطنيا وعليهم المشاركة حباً للقائد وما ينتهجه ومؤمنين به إيماناً راسخاً .

هذه هي التوجهات الثلاثة من وجهة نظري وتحليلي للمجتمع من خلال ما لامسته ولا تحمل أي استبيان، أو دراسة معمقة.

إن رؤيتي أن هذه التجربة الفريدة من نوعها على مستوى العالم نموذج رائع يحتذى به.

إن ما تقوم به وزارة الداخلية العمانية وفق خطط النهج السامي، من تدرج في الشورى والعمل المنظم والإجراءات الصحيحة للإعلانات والمترشحين والناخبين، ساهم وبقوة في الحفاظ على الهوية العمانية العصرية المتوازنة، وصولاً إلى الغايات والأهداف النابعة من القيم الإسلامية العربية الأصيلة.

تبقى مسألة صلاحيات مجلس الشورى الذي قد حصل على الكثير من هذه الصلاحيات، وإنني مدرك أنها سوف تأتي.

ولأننا على مشارف٢٠٢٠والدورة التاسعة، بدأت تتشكل تكتلات وأحلاف وتوجهات قد تكون نواة لأحزاب حقيقية في المستقبل.

تعليق عبر الفيس بوك