علي بن بدر البوسعيدي
كان الإعلام -ولا يزال- هو الأداة التي تزوِّد الجمهور بالمعلومات والأفكار، وتنشر الآراء والمواقف بعَين محايدة، ومن خلال وسائل عديدة -سواءً كانت صحافة أو إذاعة أو تليفزيون، واليوم عبر وسائل التواصل الاجتماعي- المهم أن تصل المعلومة الصحيحة إلى جُموع الناس من أجل رفع مستويات الوعي لديهم، وتنمية مداركهم.. فالإعلام هو مصدر المعرفة، والوسيلة الناجحة لإحداث أي تغيير إيجابي في المجتمع، فتنتشر الثقافة الصالحة وتترسخ المبادئ والقيم.
وهي مسؤولية اضطلعتْ جريدة "الرؤية" بأدائها بكل صدق، طوال مسيرتها المهنية، ليس فقط على مستوى نقل الأحداث، وإنما كان نهج "إعلام المبادرات" بوابتها على المجتمع العُماني، حيث بدأت أولى محطاتها بندوات تعريفية وحملات توعوية، ثم تطورَّت إلى عقد سلسلة مميزة من المؤتمرات والملتقيات والمنتديات، والجوائز المشجعة على الإجادة وتحسين الأداء؛ فكما هو معلوم لا يوجد شيء يرفع الهمم ويحفز على التطوير أكثر من التكريم.
إلا أنَّ "الرؤية" -وإلى جانب هذا الدور المجتمعي والوطني- ظلَّت تحمل على عاتقها الدور المعرفي في المقام الأول؛ باعتبار الجريدة أصلا تصدر عن مؤسسة للطباعة والنشر والتوزيع، فكل عام تثري "الرؤية" المكتبة العمانية بالعديد من الإصدارات التي تغرس المعرفة أكثر بين أبناء هذا الوطن. واليوم، ونحن نكتب هذه السطور يعمل فريق "الرؤية" على قدم وساق للإعداد لتوقيع واحد من أبرز الكتب الحديثة، لواحدة أيضاً من أبرز كتاب هذا العالم المؤلفة الأمريكية ليندا فانش، والتي خصصت مؤسسة الرؤيا للصحافة والنشر، كناشر حصري لكتابها "إحياء عُمان"، داخل الوطن والمنطقة عموما.
وبالمناسبة، فالكتاب الذي يوقَّع مساء الإثنين المقبل بالنادي الثقافي، هو بمثابة موسوعة ترصد من خلالها المؤلفة وتوثق معلومات طيبة عن السلطنة، لها قيمة كبيرة، وهو مجهود مقدر، يعكس حجم التقدير الذي تحمله المؤلفة لعُمان قائدا وشعبا، فصفحات الكتاب تسجِّل إعجابًا بمراحل النهضة والتطور التي قامت في ظل القيادة الحكيمة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- وهي فرصة مناسبة لدعوة الجميع لحضور هذه الأمسية الثقافية المميزة على شرف توقيع هذا الكتاب المتميز.. كونوا على الموعد بإذن الله.