طائرة الأمل

المعتصم البوسعيدي

وسط المتابعة الكبيرة للمستديرةِ الساحرة في جميعِ أنحاء العالم، ومع بداية مشوار المنتخب الوطني الأول لكرة القدم في التصفيات المزدوجة "الصين 2023" و"قطر 2022"، والانطباعات المختلفة بين الرضا وعدمه والنقد لمستوى الأحمر في الوديتين مع اليمن ولبنان بشكل نسبي، ومع الهند بشكل كبير، والتي تجاوزنا فخَّها بـ"ريمونتادا" المنذر العلوي في الدقائق الأخيرة. في وسط كل هذا، وقبله كانت الكرة الطائرة العُمانية ترسم ألوان البهجة من هنا وهناك، وتكتب صفحة أمل على شفاه رياضتنا الحزينة.

لقد حَافظ مُنتخبنا الأول للكرة الشاطئية على لقبه بطلاً عربيًّا في عاصمة المصايف العربية (صلالة)، وحل الناشئين ثالثاً في البطولة العربية الأولى لهذه الفئة في نفس الفترة وعلى ذات الرمال الذهبية، قبل أن يحل المنتخب الأول بطل العرب بثنائية الشريقي والحوسني ثانياً في البطولة الدولية "ستار1" بعد المنتخب الدنماركي البطل؛ حيث تُعد هذه البطولة من الجولات العالمية للطائرة الشاطئية، وقد امتدح الاتحاد الدولي السلطنة التنظيم والاستضافة الجيدة التي تُعتبر الثانية من نوعها على الشواطئ العُمانية، علاوة على التتويج في تصفيات غرب آسيا بلبنان، وبرونزية "بنج هو" بالصين تايبيه. وبعيداً عن الرمال، بلغ قبل كتابة هذه السطور منتخب الطائرة للناشئين نصف نهائي البطولة العربية المقامة في الأردن، كما حلق المنتخب الأول إلى إيران للمشاركة في البطولة الآسيوية العشرين للرجال؛ حيث خاض المنتخب معسكراً استعداديا بجمهورية مصر العربية لهذه البطولة.

وفي ظل ذلك، وغيرها من الإنجازات، نشدُّ من يد اتحاد كرة الطائرة العُمانية، ونطالبه في الوقت ذاته بالاستمرار في العمل الدؤوب للرقي باللعبة، وتحقيق الألقاب القارية والدولية، ولمَ لا؟ كما نتمنَّى الإكثار من استضافة البطولات الدولية، مع ضرورة رفع سقف الجوائز التي تُعتبر الحافزَ الأكبر نحو جذب أكبر للمنتخبات العالمية، وحسناً فعل الاتحاد باستثمار مهرجان صلالة السياحي، ولا ننسى -أيضاً- أهمية تطوير المسابقات المحلية، فهي المنبع الأساسي للمنتخبات الوطنية التي يبدو أنها تسير في طريق النجاح بعد مشاهدة تفوق منتخب الناشئين والإعلان عن روزنامة الموسم المقبل، كما أنَّ التنوُّع الذي حصل في الفترة الأخيرة من حصد البطولات المحلية، مع ظهور نادي السلام وعودة السيب الكبير لحصد الألقاب، وبزوغ فجر نادي الكامل والوافي على الواجهة، لا شك أعطى دافعًا مهمًّا للغاية لتألق الطائرة العُمانية.

أعتقد أنَّ الكرة الطائرة باتتْ تُمثِّل بارقة أمل جديدة في التغيير، وعلى وزارة الشؤون الرياضية الدفع بهذا العمل الجيد ماديًّا ومعنويًّا، وعلى اتحاد اللعبة المضي قدماً في عمله واستقطاب القطاع الخاص نحو شراكة مثالية، وعلى الأندية توسيع نشاطها واكتشاف مواهبها لرفع عدد الممارسين؛ وبالتالي رفع المشاركة في البطولات المحلية، راجياً أن يرتفع سقف الطموح نحو حصد ميداليات أولمبية قاريًّا ودوليًّا، وأحب أن أكرِّر نداءً سابقًا فيما يخصُّ ضرورة استغلال تفوقنا في الألعاب الشاطئية، وتكريس جهودنا للتطور وعدم التراجع الذي كلفنا كثيراً على مستوى رياضتنا التي تبدو غنية، لكن لا يُراد لها الثراء!