عيون القطط بديلا عن إنارة الطرق

 

طالب المقبالي

في شهر مايو من عام 2018 كتبت مقالاً بعنوان "طريق الباطنة السريع.. من الحلم إلى الواقع" عبَّرت فيه عن ابتهاجنا وفرحتنا بهذا الإنجاز الكبير، فوصفت الحدث بولادة عهد جديد في عالم الطرق السريعة.

الحدث كبير والمشروع عملاق ويستحق الإشادة والإكبار بالإنجاز الذي سيحول المنطقة من صحراء قاحلة إلى مناطق معمورة وآهلة بالسكان، وعامرة بالمشاريع التجارية والصناعية الكبيرة.

هذا الطريق الذي يبلغ طوله 272 كيلومتراً زود بأعمدة إنارة بما يزيد على (11,400) عمود إنارة، بالإضافة إلى (250.000) من العواكس الأرضية ذات الجودة العالية والمواصفات العالمية.

هذا العدد الكبير من أعمدة الإنارة صُرف عليه مئات الآلاف من الريالات، وفي نهاية الأمر تبقى هذه الأعمدة رهينة الظروف الاقتصادية بالرغم من وقوع الحوادث المميتة التي أزهقت أرواح الأبرياء بسبب عدم تشغيل الإنارة.

والمؤسف والمؤلم أن يكون توجه وزارة النقل والاتصالات إلى الاعتماد على العواكس الضوئية بما يعرف بعيون القطط، فهذا الطريق زود بربع مليون من هذه العواكس التي أصبحت بديلاً عن الإنارة كما جاء في تغريدة الوزارة التي نشرتها بتاريخ 2 سبتمبر 2019م والتي ردت فيها على تغريدة المواطن سعيد الهطالي @SAIDALISAID1 التي قال فيها إن طريق عبري - بهلاء بدون إنارة وكذلك طريق الباطنة السريع أيضاً بدون إنارة.

 ويقول المُغرد إنه سمع أن السبب اختلاف في دفع الفواتير بين البلديات الإقليمية وموارد المياه وبين وزارة النقل والاتصالات، فطالب بإيجاد حل للمشكلة، منوهاً إلى أننا في القرن الجديد وشوارعنا بدون إنارة!.

المؤسف والمؤلم أن يأتي الرد الرسمي من وزارة النقل والاتصالات عبر حسابها في تويتر أن الموازنة التشغيلية للإنارة عالية جداً ولا تتناسب مع مبدأ وضع الأولويات للتعامل مع الأزمة المالية الحالية.

وأشارت التغريدة إلى تفضيل الحلول الأقل كلفة كالسياج وعيون القطط وطوق عاكس على الجمال ومخالفة أصحاب الإبل المتروكة ليلاً وأجهزة ضبط السرعة وغيرها، وأوضحت الوزارة في تغريدتها أنها تدرس كلفة إنارة الطاقة الشمسية حيث إنها لا زالت عالية.

هذه التغريدة أعادتنا عقودا إلى الوراء، فهذا التوجه أصاب الناس بالإحباط، وجعلهم يتساءلون "طالما هذا التوجه فلماذا تصرف مئات الآلاف من الريالات لتركيب أعمدة إنارة طالما لا يوجد أمل في تشغيلها، فهناك 11.400 عمود إنارة كان الأولى أن تستغل مبالغها لمشاريع أخرى مُتعثرة.

لقد زرنا بلداناً كثيرة، فقيرة وتعاني من أزمات اقتصادية وحروب ومع ذلك جميع طرقاتها مضاءة ولم تتأثر بأزمات مالية، والسبب واضح أن إنارة الطرق لا توضع لها عدادات استهلاك لأنها مصلحة عامة ولا تدفع لها مبالغ لشركات الكهرباء.

والمطالبة الآن بتحرير إنارة الطريق وإعفائها من دفع مبالغ لشركات الكهرباء للاستهلاك، وتعتبر كهرباء إنارة الطرق جزءا من المسؤولية الاجتماعية التي تلزم الشركات بدفعها للتنمية في البلاد.