< العوفي: نشجع المشغلين الدوليين على توظيف أحدث التقنيات ومشاركتها معنا
< العنبوري: تبادل الخبرات بين المشاركين في المؤتمر يعود بالنفع على القطاع كله
< البطحري: المؤتمر يتميز بمحتوى ثري يغطي كل جوانب إنتاج وترقية النفط الثقيل
الرؤية - فايزة الكلبانية
تصوير/ راشد الكندي
انطلقتْ، أمس، أعمالُ مؤتمر ومعرض النفط الثقيل العالمي، بمركز عُمان للمؤتمرات والمعارض، برعاية سعادة المهندس سالم بن ناصر العوفي وكيل وزارة النفط والغاز، وتستمر أعماله ثلاثة أيام، بمشاركة 80 متحدثا من 31 دولة، لتبادل وجهات النظر ومناقشة سُبل تعزيز التعاون الدولي لتطوير القطاع.
وبرئاسة سعادة المهندس سالم بن ناصر العوفي وكيل وزارة النفط والغاز، قام الوفد المشارك بجولة في المعرض المصاحب للمؤتمر، والذي يستمر حتى غدٍ، ويهدف إلى إتاحة الفرصة أمام شركات النفط الوطنية، والشركات الدولية وموفري الخدمات التقنية لاستعراض ما يقدمونه من خدماتٍ ومنتجاتٍ وتقنياتٍ في قطاع النفط الثقيل. ويضم المعرض جناحَ المقاولين العُمانيين بالتعاون مع شركة تنمية نفط عُمان، وتشارك فيه شركة البركة للخدمات النفطية، وشركة الشوامخ لخدمات النفط، وشركة دوحة الخليج، وشركة بيربا، وشركة الشرق الأوسط للحفر والخدمات، وشركة أرض السلام للطاقة، وشركة الصواري الدولية للاستثمار، والصحاري، وإن.سي.سي عُمان...وغيرها.
وشملتْ فعاليات المؤتمر الإستراتيجي جلسة نقاشية لسعادة المهندس سالم بن ناصر العوفي؛ استعرضَ خلالها أهمية النفط الثقيل بالسلطنة للمُساهمة في تعزيز النمو الاقتصادي طويل الأجل بالسلطنة، وتحقيق رؤيتها الرامية للاستفادة من خبرات كوادرها البشرية في قطاع النفط والغاز، وبرنامج القيمة المحلية المُضافة. وعلاوة على ذلك، تمت مناقشة جهود الحكومات لدعم وتشجيع التعاون العالمي لزيادة عمليات استكشاف النفط الثقيل وإنتاجه وتنمية القطاع بشكلٍ عام.
وقال سعادة المهندس سالم بن ناصر العوفي: إنَّ قطاع النفط الثقيل يواصل النمو؛ وهو الأمر الذي تؤكده الزيادة الملحوظة في معدلات إنتاجه. وتركز إستراتيجيتنا على تحقيق أقصى استفادة منه وتعزيز قدرتنا على الاستجابة للطلب المتنامي عليه بشكلٍ سريعٍ بما يُمكننا من تطبيق برنامجنا للقيمة المحلية المُضافة، مُستفيدين من الدعم المُقدم من جانب جميع المُشغلين. وكعادتها، تؤكد عُمان أنَّها تزخر بفرص الأعمال وبكونها بيئة حاضنة للاستثمارات في هذا القطاع، ومن هُنا فرسالتنا للمشغلين الدوليين هي أهمية نقل أحدث التقنيات ومشاركتها معنا، وفي المقابل لكم منا كل الدعم بما يعود بالنفع على الطرفين.
وأوْضَح سعادته أنَّ أسعارَ النفط العالمية يصعب التنبؤ بها، وأضاف: لا نتمنَّى أن يحدث تراجعا كبيرا فيها، لكن بصفة عامة فإنه حتى إذا وصل سعر النفط إلى 40 دولارا للبرميل، فإن قطاع النفط والغاز في السلطنة قادر على أن يواصل الإنتاج. أما بالنسبة لشأن الاقتصاد الوطني، فهو أمر آخر.
وأكَّد سعادة المهندس وكيل وزارة النفط والغاز أنَّ السلطنة تُنتج ما نسبته 15%من النفط الثقيل من جملة إنتاجها، ويوجد بالسلطنة حاليا 5 حقول تنتج النفط الثقيل، والحقل السادس تحت المراجعة بالوزارة، أما الحقل السابع ففي مرحلة الاستكشاف وبانتظار الخطة الاستكشافية وخطة العمل، وإذا اتفقنا مع المستثمرين فسيكون التوجه للإنتاج.
وردًّا على سؤال عن الحقول البحرية في السلطنة، أوضح سعادته أنَّ مربع 52 مع شركة إيني الإيطالية "إي.إن.آي" يتوقع أن تكون الحفرة الأولى بنهاية هذا العام أو في الربع الأول من العام القادم، لكن يعتمد ذلك على توفير الحفار البحري، وتم توقيع العقود بالنسبة للحفار، ونحن في انتظار وصوله. وفيما يخص منطقة مصيرة فإن خطة الاختبار تم اعتمادها وبانتظار اختبار الحفرة التي أنتجت في 2013، وفيما يخص مسندم أوضح سعادته أن حقل بخا مستمر في الإنتاج.
وقال الدكتور صالح بن علي العنبوري مدير عام التخطيط والدراسات بوزارة النفط والغاز رئيس المؤتمر: إنَّها النسخة الثانية التي تستضيفها السلطنة، وقد بدأ المؤتمر في العام 2006 بجمهورية الصين الشعبية، وتنقل بين عدة دول؛ منها: الولايات المتحدة و فنزويلا وكندا وبريطانيا، ومنذ العام الماضي في السلطنة، ويهدف لرفع كفاءة استخلاص النفط الثقيل وتقليل حجم الإنفاق وحجم الانبعاثات التي تضر بالبيئة وتقليل حجم التكلفة التشغيلية للنفط الثقيل.
وأشار العنبوري إلى أنَّ السلطنة مشهورة بتطبيق عدة أساليب في الحقول لاستخراج النفط الثقيل، ويوجد بالسلطنة 5 حقول للنفط الثقيل، 4 منها مُشغَّلة عن طريق تنمية نفط عمان، وواحد عن طريق شركة أوكسيدنتال، ومن هذه الحقول: قرن علم، وأمل، وأمين، ومخيزنة.
وأكد العنبوري أنَّ السلطنة تستخدم عدة طرق لاستخلاص النفط الثقيل؛ منها: الحقن بالبخار، والحقن بالبوليمر، والحقن بالغاز المخلوط، ووصلنا إلى مرحلة متقدمة لإيصال الحقن بالبخار أو البوليمر بدقة متناهية؛ بحيث يصل إلى المكامن بدقة عالية ومتناهية؛ بحيث يكون معدل الاستخلاص مرتفعًا بما يُقلِّل حجم التكلفة بالنسبة للتكلفة التشغيلية .
وأوضَح العنبوري أنَّ المؤتمر يُناقش أحدث التقنيات في العالم من خلال 80 متحدثا من 31 دولة. وننتظر أن يخرج المؤتمر بالفائدة المرجوة منه بتبادل الخبرات والتعريف بأحدث التقنيات والشراكة ما بين المشغلين ومقدمي الخدمات والأكاديميين وإيجاد الحلول لمواجهة الصعاب في هذا المجال.
وعن تجربة استخدام السلطنة للطاقة الشمسية في استخلاص النفط الثقيل، قال: تم ذلك بالتعاون مع شركة جلاس بوينت، وهي من الركائز التي تُساند في استخلاص الإنتاج من النفط الثقيل وتخفض التكلفة وتساعد في الاستخلاص، وبدلا من ضخ الغاز في حقن البخار يستعمل الطاقة الشمسية لحقنه في المكامن.
وقال غانم بن ظاهر البطحري رئيس مجلس إدارة شركة البركة للخدمات النفطية: سَعِدنا بتمثيل الشركة في معرض النفط والغاز الذي يستقبل زواره حتى الغد، ويعد فرصة ثمينة للالتقاء بجميع المعنيين بالقطاع؛ سواء من المشغلين أو شركات الخدمات والمساندة أو الجانب الحكومي؛ للاطلاع على آخر ما توصلت إليه التقنية الحديثة في القطاع، سعيا لتطبيقها وتبنيها خلال عمليات الشركة في مختلف الحقول النفطية، وبناء علاقات مع مختلف الشركات الدولية التي تسعى لدخول السوق العُمانية حاملة معها الكثير من الخبرات العالمية في القطاع، ونجده فرصة سانحة كشركات أهلية -حظيت بدعم الحكومة الرشيدة وشركة تنمية نفط عمان في المراحل المبكرة من إنشائها- لنواكب التقدم العلمي والتكنولوجي؛ بما يُحقِّق مزيدا من الجودة لخدماتنا والتنافسية في أسعارنا.
وقال جون فيليب كوسيه نائب الرئيس لقطاع الطاقة لدى دي.إم.جي للفعاليات -الشركة المنظمة للمؤتمر: نجحنا في تحضير محتوى ثري من جميع أنحاء العالم يُغطي كل جوانب إنتاج وترقية النفط الثقيل؛ ابتداءً من الأوراق البحثية التقنية، وصولاً إلى حلقات نقاشية مستقبلية وتقدمية.
وبالتزامن مع المؤتمر الإستراتيجي، بدأ المؤتمر التقني -الذي يشمل 18 جلسة نقاشية، ويشكل فرصة قيِّمة لخبراء ومتخصصي النفط الثقيل للتشاور وتبادل الخبرات والمعارف- وخلاله تمت مناقشة عدد من المواضيع المهمة بما في ذلك التطورات في الإغراق الكيميائي، وإكمال الحقول، وتطوير حقول النفط الثقيل، والتقدم التقني في عمليات النفط الثقيل، والتميز التشغيلي في النفط الثقيل.
ويُعقد مؤتمر ومعرض النفط الثقيل العالمي تحت رعاية وزارة النفط والغاز، ويشكل منصة عالمية تجمع كافة عناصر سلسلة القيمة بقطاع النفط الثقيل للاجتماع والتواصل والمشارك. كما تتيح الفعالية فرصة فريدة لرواد القطاع لتبادل الخبرات والمعارف حول عمليات الشقّ العلوي والأوسط والسفلي لمشاريع النفط الثقيل، إلى جانب استعراض أبحاث وتكنولوجيا هذا القطاع من خلال مؤتمر تقني تُشرف على إدارته لجنة فنية على مدار ثلاثة أيام.
