علي بن بدر البوسعيدي
شهد مهرجان صلالة السياحي لهذا العام حدثاً فريدا هو الأول من نوعه في السلطنة وفي صلالة، حيث شاهدنا جميعاً المناطيد العملاقة الرائعة تحلق في سماء صلالة تحت زخات الخريف، وكم كان منظرا بديعاً أن نرى السياح يستمتعون بهذا العرض الفريد.
البعد السياحي لهذه الفكرة الجريئة ليس سوى جانب واحد من الجوانب الإيجابية العديدة التي يكشفها هذا المشروع الواعد، لكن ما يهمني أن أشير إليه هو أن القائمين على فكرة المناطيد هم شباب عُماني من خيرة أبناء هذا الوطن، قرروا ألا ينتظروا الوظيفة الحكومية وأخذوا يفكرون كما يُقال خارج الصندوق، وبالفعل جاءوا بفكرة خلاقة من خلال تأسيس مؤسسة صغيرة تتخصص في تنظيم رحلات المناطيد، تطير بالركاب على مسافات مرتفعة بكل مأمونية وسلام، لتوفر لهم تجربة سياحية منقطعة النظير مع التمتع بالهواء الطلق والسباحة في الأعلى!
تجربة هذه الشركة التي يقودها شاب وفتاة عمانيان من رواد الأعمال الراغبين في كسب رزقهم بطرق عصرية مُبتكرة، يجب أن تكون مصدر إلهام للكثير من شبابنا في أن يتخلصوا من الأفكار التقليدية المتمثلة في انتظار الوظيفة حتى تأتي عبر ساعي البريد في خطاب توظيف، ولكن في المُقابل عليهم أن يفتشوا عن الفرص المتاحة أمامهم في العديد من القطاعات الواعدة، ومنها القطاع السياحي، الذي تأمل حكومتنا الرشيدة منه أن يسهم بالكثير في الناتج المحلي الإجمالي.
وما جذبني كثيرا إلى هذه الفكرة، أنها تتماشى أيضًا مع عاداتنا وتقاليدنا الأصيلة، وبذلك نكون قد واءمنا بين الرغبة في تطوير القطاع السياحي وكذلك المحافظة على طبيعتنا وتقاليدنا الأصيلة، ولا أدل على ذلك من حجم الإقبال الكبير الذي شهدته رحلات المناطيد خلال مهرجان صلالة السياحي. ومن هنا أدعو الجهات المعنية إلى تشجيع مثل هذا النوع من المشاريع ودعمها بالمال والخبرات الإدارية إذا تطلب الأمر، وأن يبادر شبابنا إلى تبني مشاريع مماثلة من حيث الفكرة غير التقليدية أو موقع التطبيق. خاصة إذا ما علمنا أن الشباب القائمين على مشروع المناطيد يعتزمون زيارة مختلف ولايات السلطنة في مواسمها السياحية المتنوعة، وهنا ستكون أمامنا فرصة كبيرة لإحداث نقلة نوعية في القطاع السياحي وما يتم تقديمه من خدمات.