الروح شعّت حين أسرى


د. ريم سليمان الخش | باريس

وجوديَ في الحياة يسير نهرا
فمن عشبٍ إلى أنحاءَ أخرى
//
ولكنْ عينه نبعٌ لوجدي
تظلّ مكانها من ألفِ مجرى
//
يقول الشط: قلبي ذاب شوقا
فإنْ أغفلته ياعينُ يعرى
//
وقد تُركت سخونته رمالا
فكادت أنْ تصيرَ الروح صحرا !!
//
حنانيكِ الحُباب تلاك وصلا
وما أدراك ما قد ذاق صبرا
//
يقول النهرُ: دفقكَ دون قيدٍ
وماغير ابن آدمَ كان حرّا
//
ولو أني حُظيتُ بدفقِ وعيٍ
لما أبقيتُ شوق الماء سرّا
//
أنا يا ماء في ذاتي فريدٌ
أبيتُ على التحوّل مستمرا
//
أنا القديس من نفحات ربٍ
أعيشُ بها وقد أُشبعتُ وزرا !!
//
أنا القديس من نفحات ربٍ
لأقهر موت أزماني فأبرا !!!
//
خواءٌ دوننا الألواح حيرى
وليس سوى التأمل كان حبرا
//
وينبوعٌ به مشكاة روحي
كأنّ الروح شعّت حين أسرى
//
هو طفل الغمام بكل عينٍ
له بيتٌ يصبُ الحرف خمرا
//
وفي كأس الشتاء مجاز عشقٍ
وأشجارٌ بها الأشواق تعرى
//
يهسهس في المراعي وقع قطرٍ
ليبلغ رعشة الخلجان شعرا
//
فيسألُ: هل ترى نهرا تعيسا؟
أم الأفكار من تنساب قهرا!!
//
هي الأشجار لاتنوي انزياحا
ذواتٌ في المدى الكوني أسرى
//
ولكنّا الوجود بكنهِ حرٍّ
فلم يكُ ذات دهرٍ مستقرا
//
كتابٌ خطَّ من نزفٍ قديمٍ
تركنا في هوامشه الأمرّا
//
تمنّى قلب عصفور شريد
ولو أني أريد الحب تمّرا
//
فلا قلقٌ على إيقاع بحرٍ
ولا طعم الحروف يصير مرّا
//
تمنيت انسكابي في غمام
فطيني يشتهي بردا وطهرا
//
لأمطره مجازا سرمديا
ويبقى الشعر خلفيّ مكفهرا
............
ملاحظة: استخدم الوجود لذاته حسب سارتر ونظرية النقطة الثابة في الرياضيات والشعر!!

 

تعليق عبر الفيس بوك