باكستان تحتفل بيوم الاستقلال وسط تحولات واسعة تعزز من مكانة الجمهورية الإسلامية في قارة آسيا

مسقط- الرؤية

تحتفل جمهورية باكستان الإسلامية في 14 أغسطس من كل عام بذكرى يوم الاستقلال، ففي نفس اليوم من عام 1947 أعلن عن قيام باكستان دولةً مستقلة من دول رابطة الشعوب البريطانية (الكومنولث)، وأصبح محمد علي جناح الذي يعد مؤسس باكستان، أول رئيس حكومة في تاريخ البلاد.

وتزخر باكستان بالعديد من المقومات في مختلف الأنشطة والقطاعات، وينعم شعبها بقيم الحرية والاستقلال والسيادة، وكافح أجداد الشعب الباكستاني قانونيًا وديمقراطيًا وسياسيًا إلى جانب التضحيات البشرية من أجل ولادة باكستان الحديثة. وقاد النضال ثلاثة من النشطاء من أجل الحرية ولدوا في ثلاث سنوات متتالية وهم "أبو الأمة" و"القائد الأكبر" محمد علي جناح (1876- 1948)، وفيلسوف باكستان العلامة محمد إقبال (1877- 1938) ومحمد علي جوهر (1878- 1931).

وتفتخر باكستان بكونها مهدا للحضارات من "وادي السند" الذي يرجع تاريخه إلى 5000 عام إلى "غاندارا" التي يرجع تاريخها إلى 2000 عام، ومحل لميلاد "صوم بوذا" و"جورو ناناك" الزعيم الروحي للديانة السيخية. وبالتالي فإن نقاط قوة باكستان الأساسية متأصلة بعمق في تنوعها. وتوجد في باكستان ثلاث أكبر سلاسل جبلية من الإجمالي الموجود على كوكب الأرض وأيضا أكبر عدد من الأنهار الجليدية.

وتنعم باكستان بموارد طبيعية وبشرية هائلة، ومجتمع مدني ينضح بالثقة والمواهب والتنوع، في حين يشارك كل من شبابها والمهنيون والمؤسسات الديمقراطية والقوات المسلحة في خدمة وحماية الدولة ومواطنيها البالغ عددهم فوق 200 مليون نسمة.

وتعيش في السلطنة جالية باكستانية تتميز بالتنوع والوحدة والإخلاص في العمل. وقد أشاد بخدماتهم جميع المستويات في الحكومة والمجتمع المدني. وخلال السنوات الثلاث الماضية، قام ربع مليون باكستاني في السلطنة بتحويل 750 مليون دولار تقريبًا إلى باكستان. و90% من الوجود الباكستاني في السلطنة من العمال.

وشهد عامي 2018 و2019 نقطة تحول من العلاقات الثنائية، حيث زار قائد القوات الجوية المشير مجاهد أنور خان السلطنة (في شهر سبتمبر)، كما زار سعادة رئيس مجلس الشيوخ محمد صادق سانجراني (في نوفمبر)، ومعالي وزير خارجية باكستان محمود قرشي (في يناير)، والفريق أول رئيس هيئة رؤساء الأركان المشتركة (في فبراير)، ومجموعة الصداقة بمجلس الشيوخ (في مارس)، ومعالي وزير الشؤون الدينية الدكتور نور الحق قادري (في مارس). وقام اللواء الركن طيار مطر بن علي العبيداني قائد سلاح الجو السلطاني العُماني بزيارة باكستان في أبريل 2019.

ومما يعكس حجم العلاقات الثنائية بين السلطنة وباكستان، فقد شارك في مبادرة "يوم شركاء باكستان" 14 شخصًا من الجنسية الباكستانية الذين حولوا يوم باكستان إلى حدث مهم للشركات، في حين شارك في "مهرجان باكستان" 22 شخصًا من الفنانين والموسيقيين ومذيعي التلفزيون بتاريخ 26 يوليو 2019، لتسليط الضوء على مسيرة النهضة العمانية التي يقودها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- في يوم النهضة المبارك التاسع والأربعين.

وتمّ إصدار طبعة عُمانية خاصة من مجلة التضامن الإسلامي المكونة من الترجمة الأردية لـ 475 صفحة حول السيرة الذاتية لصاحب الجلالة السلطان المعظم- أبقاه الله-.

وقال سعادة علي جاويد سفير جمهورية باكستان الإسلامية السابق لدى السلطنة إنّه يعبر بكل الحب والفخر إلى جموع المقيمين الباكستانيين في السلطنة عن تقديره وشكره لهم لما يقومون به من عمل يساهم في دعم مسيرة النهضة العمانية. وأضاف: "أود أن أعبر عن فائق الامتنان والشكر لدعمكم المستمر لبناء جسور الصداقة المتينة مع سلطنة عُمان وجعل باكستان أعظم من أي وقت".

يشار إلى أنّه في يناير الماضي استضافت السلطنة اجتماع الدورة السابعة للجنة العُمانية- الباكستانية المشتركة تأكيدًا للعلاقات التاريخية القائمة بين السلطنة وجمهورية باكستان الإسلامية والشعبين الصديقين وتوطيدًا لأواصر التعاون القائمة بينهما. وترأس الاجتماع عن الجانب العُماني معالي يوسف بن علوي بن عبدالله الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية فيما ترأسه عن الجانب الباكستاني معالي مخدوم شاه محمود قريشي وزير خارجية باكستان الإسلامية. وناقشت الدورة مجالات التعاون خاصة ما يتعلق بتطوير العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين وسُبل تطويرها.

تعليق عبر الفيس بوك