قناديل على سور القلب الحزين


منال مطاوع | القاهرة

أهنئكَ بها،
لا يستحقُها سواك..
وأشفِقُ عليك،
لا يستحقُكَ إلَّاها..
وأُرثي الحُبَّ بينَكُمَا،
جعلتماه تجارةً، وبئس التجار أنتما!
رأتْ فيكَ سُمعةَ غرورِها فأبَتْ أن تخسَر..
وصعنتَ فيها تمثالاً لذاتك.. تأباه أن يُكسَر!!
كلاكما جعلَ الحُبَّ سِلعةً في الآخر..
كلاكما خاسِر!
ووَهْمُ الربحِ في عينيك وعينيها عقابٌ آسر..
فيه رحمة لقلوبٍ زُيِّفَ لها عيدُك وعيدُها
ولما تهيَّأت، أبَىٰ اللَّهُ أن تُنحر!
هنيئًا لكما..
"هنيئًا لإئتلافِ الشوكِ والعلقم."

آآآهٍ من حُبٍّ
يتلبَّسَه شيطانٌ يخطُبُ في مُريديه كَذِبًا
ويموتُ على المِنبَر..
فيُبنَى له مقامًا لتخلُدَ سوءاتُه
وكلَّما سَقَطَ حَولَه حمقى الحُلم،
سالَ سوادُ عملِه وتخثَّر.

ويلَ قلوبٍ تستجدي الحُبَّ سبيلًا
ولم تدرك أنَّ طريقَهُ أعمى لا يُبصِر
ويلَ قلوبٍ نامَت قُربَك لتراكَ حُلمًا
وشيَّدَتك مدينةَ فرحٍ..
ولا تعلم أساسَها وَهْمٌ يتبختر!
فأفاقَت على كابوسٍ سافِر..
أفاقَت تبحَثُ عن مدينتِك لتجدَك أنقاضًا
وكلُّ ما تحتك جُثَثِ قلوبٍ
ذابَ لحمُها وتحلَّل!!

بِئسَ الحُلمِ أنت
وتبًا لأشباه العُشاق..
تبًا لكلِّ لصٍ غادِر.

بِئسَ قلوبٍ أدماها خنجرُ الحُبِّ،
ولم تتخذْ العقلَ حِصنًا ومَعبَرا..
 ولم تُلقِ من أعلى أسوارِه
أكذوبةَ العشقِ..
ولم تَذُبْ في كأسِ الواقعِ
كالسُكَّر..

يا مَعشرَ الصادقين في النبضِ
احذروا تجَّارَ الكَذِب؛
سِلعتُهم رائجة.. في ثوب البراءةِ تتنكَّر.
احذروا وَهْمَ العشقِ..
فمن يتبعَ الأوهامَ يخسَر..
ويتعبَ..
ويتحسَّر..
ويأخذُه النَدَمُ في حانةِ الأيام..
يسكَرُ فيها بلا مُسكِر،
وكلما نَظَرَ إلى كأسِ دموعِه التي عتَّقها،
تابَ، وآمنَ، وتدبَّر..
وكلَّما أغراه الحنينُ
تذكَّر..
أنَّه خُدِعَ بالحبِّ حَمدًا،
فسبَّحَهُ نَبضُه.. ولم يُشكَر!

يا معشرَ الكاذبين ترقَّبوا
يومًا تدورُ فيه الدوائر..
ستُغتَصَبُ فيه أحلامُكم
ستُنتَهَكُ فيه قلوبُكم
سيُغرَسُ في نبضِكم سيف جائر
وتُبلَوْنَ بالعيشِ بلا موت
بينما الموت فيكم يتكرر..
ستَئِنُ فيكم الذكرى
كينبوعِ ماءٍ في أحضانِ صحراءه يتفجَّر..
سيروي كُلَّ مَن حولَه،
والظمأ فيه يتصدَّر..
نومُ الضميرِ وإن طالَ في أسرَّتِكُم،
سيَعقُبُه صحوٌ لن يُثمِر!
كُلُّ الخِصالِ قد ترحل..
وتبقى النذالةُ لتواري جُثمانَ راعيها
تشهَدُ عَليه ولا ترحل..
فأي شفاعةٌ تقبَلَهُ،
وقْتلُ القلوبِ ذنبٌ لا يُغفَر!

شتَّانَ بين قلبٍ بالحبِّ نَبَضَ مُسبِّحًا،
وآخر بالحُبِّ استدرَجَ وغَرَّر!

شتَّانَ بين قلبٍ الوفاءُ يُدثِّرُه،
وآخر الفُجرَ فيه لا يُستَر!

شتَّانَ بين مَن لا يَنظُرُ إلا لِذاتِه مُستقبـِلًا،
وآخر تُعجِزُه أوجاعُ الماضي
فيُجبَرُ أن يُدبِر!

شتَّانَ بين نَصْلِ القاتِلِ،
وضمادِ المَقتولِ قبلَ أن يُقتَل!

شتَّانَ بين قلبٍ عاشَ على نبضِ ضحاياه،
وآخر عاشَ بعاهةِ عشقه،
وكُسِرَ خاطره.. ولم يُجبَر!

كفى يالحرف..
أتيتُكَ تَشفي أوجاعي، فنكأتَ جراحي،
وألهبتَ صياحي..
وأطلقتَ سراحَ غضَبٍ بعدَ اليومِ
لن يأفَل!

كفى يالحرف..
ما أرخَصُكَ أمامَ حرائرَ إحساسٍ
خَرَجَت بِكرًا، وسُبيَت، وعُرِضَت في سوقِ الحَكَايا
والعيونُ تُزايدُ على أسطُرِها..
أيهما ستقرأ أبْكَر!!

كفى يالحرف..  
ما أحقرك أمامَ عارِ جراحٍ كَبَّلها دستورُ العشقِ
ولم تثأر.

"كفى..!"

 

تعليق عبر الفيس بوك