متى ينتهي مسلسل الابتزاز الإلكتروني؟!

منى بنت حمد البلوشية

الابتزاز الإلكتروني هي عملية تهديد وترهيب للضحية بنشر صور أو مواد فيلمية أو تسريب معلومات سرية تخص الضحية، مقابل دفع مبالغ مالية أو استغلال الضحية للقيام بأعمال غير مشروعة لصالح المبتزين كالإفصاح عن معلومات سرية خاصة بجهة العمل أو غيرها من الأعمال غير القانونية.

تمّ تزايد هذا الابتزاز مع التطورات والطفرة التكنولوجية والإلكترونية، ومع كثرة وسائل برامج التواصل الاجتماعي الذي أتاح للجميع التواصل وطلب صداقات مزيّفة دون التأكد من صدق معلومات الأشخاص، والاندفاعية نحو المراسلات التي توهم البعض بأنّها صادقة.

حيث يتم تصيّدهم من خلال برامج الفيس بوك وتويتر وانستجرام، والهاتف النقّال عبر واتساب، مما باتت هذه الظاهرة مؤرقة وأصبحت سالبة للراحة ولها أضرارها النفسية على الفرد والمجتمع.

حيث قال المحامي والمستشار القانوني سعيد الهاشمي: "وجود انخفاض في عدد البلاغات المسجلة رسمياً عن حالات الابتزاز الإلكتروني في عام (2018) حيث سجل المركز الوطني للسلامة المعلوماتية (1414) حالة ابتزاز إلكتروني بينما كان العدد (1479) حالة ابتزاز في عام 2017، وأضاف أنّ هذه الحالات انخفضت بفضل زيادة حملات التوعية بخطورة الابتزاز الإلكتروني في المدارس والمؤسسات الأخرى، وحتى في وسائل التواصل الاجتماعي من قبل المركز الوطني للسلامة المعلوماتية، وشرطة عمان السلطانية وغيرها من الجهات المختصة".

ففي القانون العماني يعاقب المبتز بالسجن مدة لا تقل عن شهر، ولا تزيد عن ثلاث سنوات وبغرامة لا تقل عن ألف ريال عماني ولا تزيد عن ثلاثة آلاف ريال عماني أو بإحدى هاتين العقوبتين.

ولتجنّب الوقوع في فخ الابتزاز الإلكتروني تجنب قبول صداقات من قبل شخص غير معروف، وعدم الرد والتجاوب على أي محادثة من مصدر غير معروف، وتجنّب مشاركة المعلومات الشخصية مع أصدقاء برامج التواصل، وعدم الانجذاب للصور الجميلة والمغرية، والتأكد من المرسل.

فلابد من وضع القوانين الصارمة من أجل انخفاض هذا العدد من البلاغات عن حالات الابتزاز الإلكتروني، ففي حالة وجود ابتزاز لابد من عدم التواصل مع الشخص المبتز، عند التعرض للضغوطات الشديدة، وعدم تحويل أي مبالغ مالية أو الإفصاح عن رقم بطاقة البنك، وتجنب المشادات مع المبتز وعدم تهديده بالشرطة، وقم فورا بالإبلاغ عند وجود الحالة مباشرة لدى الجهات المختصة.

مسلسل الابتزاز الإلكتروني لن يهدأ له بال ما لم نقف جميعنا يدا واحدة من أجل دحضه وإخماد جذوته من بين مجتمعاتنا وأن نكون يدا واحدة وشرطة بيتية آمنة لأسرنا وأبنائنا وبناتنا والحفاظ عليهم وتوعيتهم والحرص عليهم من تلك البرامج التي تسهل على المبتزين ابتزاز عقول غافلة عما يحدث وما سيحدث فيما بعد، وعدم خوفهم من الإخبار عن المبتز واللجوء لمن يثق بهم من أهل بيته في حال تعرضه لا سمح الله لهذا الحدث.

 

 

 

 

تعليق عبر الفيس بوك