"الليجا".. نظرة على موسم جديد

حسين بن علي الغافري

أيام قليلة وتعود عجلة دوريات البطولة الأوروبية الكبرى للدوران، بعد موسم صيف ساخن شهد العديد من المحافل الكروية الكبرى؛ أبرزها: كأس الأمم الإفريقية في أم الدنيا مصر وحققها المنتخب الجزائري الشقيق عن جدارة واستحقاق؛ فضلاً عن بطولة كأس كوبا أمريكا التي نظّمتها أرض السامبا البرازيل وحققتها كذلك بجدارة. وعلى غَيْر العادة التي صاحبتنا خلال العامين الماضيين، فلم تكن الانتقالات مخالفة للأرقام الطبيعية ولم تتجاوز ما حدث في الصيف الماضي أو ما قبله. التعاقدات حتى اللحظة تتسم بالهدوء التام والإنفاق المعتدل، وكأن لسان حال الأندية يعلن الرغبة في الاستمرار بما تملكه من أسماء، مع تعزيز بعض المراكز البسيطة بما تحتاجه حتى تكتمل التشكيلة الأساسية.

ففي البطولة الإسبانية، يظهر اسم جواو فيلكس الموهبة البرتغالية الشابة كأبرز الأسماء حتى اللحظة في سوق الانتقالات الصيفية. البرتغالي بسنه الصغير منتظر رؤيته في الميدان رغم البداية الطيبة التي قدمها في المباريات الودية، خصوصاً وأنه استثمار كبير من أموال بيع الفرنسي جريزمان إلى برشلونة. أتليتيكو بعد موسم هجرة متعددة كان بحاجة للاعب من طراز فيلكس لاعتبارات عديدة؛ أولها: إثبات قدرته المالية العالية وجديته في مقارعة إنفاق برشلونة ومنافسه ريال مدريد من جهة، فضلاً عن حاجته لتعزيز قدارته الهجومية برحيل أهم نجومه، إضافة إلى جديته في طمأنة جمهوره على أنه قادر بأن يستمر وعلى جلب من يريد بأي ثمن. جاهزية أتليتيكو تبدو جيدة نوعاً ما، لكن أن يكون منافس العملاقين تبدو لي شخصياً صعبة، فمنافسة برشلونة والريال بحاجة لدكة بدلاء قوية وقادرة على تعويض أي اسم.

ريال مدريد ومع انتداباته الأخيرة التي بعثت رسائل قوية عن أن الفريق مع زيدان سيكون مختلفا، إلا أن ما حدث خلال مبارياته الودية التي خاضها يدعونا لأن لا نتفاءل أكثر، الفريق بحاجة لتنظيم صفوف حقيقي، خصوصا في منتصف الميدان وخط الدفاع. الحارس كورتوا كذلك لم يقدم المأمول منه وبالتالي أعتقد أن الكوستاريكي نافاس لا يزال يتقدمه فنيًّا. كما لا ننسى كثرة الأخبار التي تربط الفرنسي بول بوجبا بالقلعة الملكية، والتي لا أرها شخصيا أولوية رغم إيماني التام بالإمكانيات التي يملكها اللاعب، إلا أنَّ تعزيز الخط الخلفي يبدو أهم. الفريق بحاجة ماسة لمُدافع من طراز عالي المستوى، يكمل القائد راموس.

وفي الجانب الآخر، تبدو حظوظ برشلونة قوية جداً في المحافظة على لقب الليجا الذي تخصص في تحقيقه في العقد الأخير، النادي الكتالوني ومع انتدابه إلى جريزمان والموهبة الهولندية فرانكي دي يونج ومع الظهير جونيور القادم من بيتيس تبدو إمكانياته الفنية ودكة بدلائه أكثر جاهزية من بقية المنافسين. صحيح أن نيمار خيار انتشر الحديث عنه وقد تكلمنا عنه في الأسبوع المنصرم، إلا أنَّه بالشكل الحالي يبدو برشلونة أكثر استعدادا لصدارة الدوري المحلي مع رغبته في صناعة مجد أوروبي تحطم العام الماضي في نصف النهائي على يد الفرعون المصري وفريقه ليفربول.

عموماً تبدو "الليجا" هذا العام ساخنة بشكل كبير، مع جاهزية فالنسيا واستقراره، والتوقعات أن يلعب دور الحصان الأسود مجدداً، وكذلك أشبيلية الفريق الصعب والمتمرس في لعب الأدوار المتقدمة.

منافسات وصراعات قوية ننتظرها في إسبانيا التي تستقطب مشاهدات عربية واسعة، وهو ما يعني متعة وكرة قدم مميزة يستفيد من المتابع في أرجاء العالم أجمع.