الحج.. مساواة واتحاد

 

ملبين دعوة أبيهم إبراهيم حينما أمره الخالق "وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ" توافدت جموع الحجيج إلى المشاعر المقدسة بمكة المكرمة لأداء منسك الحج.. ملايين المسلمين يقفون اليوم على صعيد واحد غير عابئين باختلاف ألوانهم وسحناتهم وألسنتهم، فالمقصد واحد؛ محبة الله والطمع في عفوه ورضاه..

جاءوا مكبرين مهلِّلين متضرِّعين شُعثًا غُبرًا يسألون الله الرحمة ويستعيذون به من العذاب في يوم الحشر العظيم.. جاؤا جميعا على قلب رجل واحد في مشهد فريد من نوعه للتخفف من غلواء النفوس والحرص على تطهيرها من كل دنس وشائبة حتى تصبح عامرة بالصفاء والإيمان ومحبة الخير لجميع بني البشر، وتتحقق معاني الهداية والبركة والتوحيد الصحيح.

لكم نحن أحوج في مثل هذه الأيام لنماذج ومشاعر الوحدة بين جميع المسلمين؛ ونبذ الفرقة والاختلاف؛ فالمعبود واحد والكتاب واحد، والشرع واحد، والأصل الإنساني واحد.

فلّعلنا إن بتنا يدًا واحدة نستطيع أن ننهض بأمتنا العربية والإسلامية من جديد، ونغادر حالة الضعف والتفرقة لترجع زواهر أيامنا كما مضى؛ حينما كانت دولة الإسلام معتقدًا وحضارة يُحسب لها ألف حساب ويهابها الخونة والأعداء.

 

 

 

 

تعليق عبر الفيس بوك