لحظة صدق

 

ناهد بدران | شاعرة سورية مقيمة في لندن

 

دمجتُ نورها بحدقتي

لأسمع صوت النّسيم يغازل الموجة :

..زرقة العينين _ يا صافية الوجه _

أثملتني ... فأضعت رشدي ...!

ترى من أي وجهة جئتْ .. ؟؟

و كيف لا ألامس وجهك العاجي ..!

بقبلة مالحة ترفع ضغط الجّوى

في عروقي ...

لكنّ برودة ردّك ... تحيلني عاصفة

تسرق زرقة المقل

و تضربُ سماحة الوجه ليكشف

 عن تجاعيد حفرها الصدّ و النّكران ..

أفرغُ غضبي ... عندما تتكسّرين على صخرة

و تتناثرين كقطعِ زجاجٍ مهشّم ..

أحاولُ الابتعاد منتشيا ...

فتلملمين أنفاسك.. و تتّسع الأحداق

 الهادئة ...تعكس لون السّماء .

غانية أندلسيّة تغتسل على ضفاف القلب

تضرب أوتار قيثارة..

ثوبها المرمري ..ينتظر ولادة المحّار..

ألحانها تهذّب أفكاري الشقيّة ..

....و أعود .. وأحبّك بعنادك ....أكثر

و أعود لأحضن الموج المتكبّر

و لا يهمني ..ما طعم شفتيك

مالحاً كان ....! أم صار كالسكّر ...!

فمن لا يبصر في لحظة صدق

لا يظنّ أنّه ...في العشق قد أبحر ..

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة