أحمد السلماني
يسود الوسط الرياضي بالسلطنة هذه الأيام حالة من الارتياح بعد عودة السيد خالد بن حمد للواجهة الرياضية من بوابة انتخابات اللجنة الأولمبية العُمانية بعد أن أتى به الصندوق ليتربع على كرسي الرئاسة لاستكمال ما تبقى من الفترة الرئاسية وهو عام واحد، ولا أعلم ما الذي يُمكن لشخص ورث تركة ثقيلة لمؤسسة تتهم بأنها سبب في تراجع الرياضة العمانية، كما ويتطلع إلى أن تحدث هذه الشخصية ثورة تعيد للجنة الأولمبية دورها الريادي في قيادة وتوجيه بوصلة الرياضة نحو التنافسية والحضور القوي لرياضتنا في المحافل الإقليمية والقارية والدولية رغم أن هذا البند إنما هو جزء من رؤية اللجنة "الرياضة من أجل التنمية".
كما وتتلخص رسالتها في "غرس ثقافة مُمارسة الرياضة والنشاط البدني لتصبح أسلوب حياة في المجتمع العُماني، وتعزيز الجوانب المرتبطة بالرياضة التنافسية، وإيجاد بيئة محفزة وداعمة للرياضيين لبلوغ المستويات المتقدمة، والعمل مع كافة الشركاء على رفع كفاءة القطاع الرياضي وفاعليته على المستوى الإداري والمالي والفني ليصبح قيمة حقيقية مضافة ليساهم بدوره في التنمية الشاملة" مقتبس.
إلى هنا فإنَّ هذا الكلام التنظيري الجميل، مطلوب من السيد رئيس اللجنة الأولمبية العمانية أن يسقطه على الواقع خلال عام، وأعتقد جازمًا أن هذا صعب جداً بل وفيه من التجني والظلم الشيء الكثير، وقبل أن يشرع في إسقاطه عليه ومن في حكمه من أعضائها أن يبادروا للتحرر من التشريعات والنظم الوضعية والمستحدثة في كل مرة إلى أن تراكمت وأضحت قيودا وأغلالاً تكبل كل من أراد التغيير.
كما وأن التحديثات الأخيرة بالذات وضعت باللائحة لضمان استمرارية أشخاص بعينهم في اللجنة الأولمبية حتى يقضي الله أمرًا كان مفعولا ولا بأس من التوريث طالما أنها تخدم المصالح، وهي نفسها التي عجلت برحيل الشيخ خالد بن محمد الزبير رئيس اللجنة السابق في سيناريو درامي يتبلور في "نهاية رجل شجاع" كان طموحاً جدًا والوحيد الذي أيقن بضرورة الرحيل بعد الفشل الذريع لرياضيينا في الألعاب الآسيوية بإندونيسيا بعد أن وصل إلى قناعة تامة بأنَّ بيئة العمل بالرياضة العمانية حالياً لا تساعد مطلقاً في تحقيق رسالة اللجنة.
رسالة للسيد خالد بن حمد وهو مدرك لكل حرف قبل أن أكتبه،(المنصب تكليف ومن مثلك ليس بحاجة إلى التشريف والمهمة صعبة وشاقة ومحدودة الخيارات ومعدودة بالساعات، لا مجال للتفريط أو التساهل، الأشهر الأخيرة وتحت ضغط الجمهور والإعلام لمسنا تحركات شبه جادة للتغيير وهي مؤشر جيد قد تفضي إلى خلق روح فريق العمل الواحد مع بقية الأعضاء ومنتسبي اللجنة وخاصة بوجود الشيخ سيف بن هلال الحوسني نائباً، التحرر من أغلال وقيود النظم والتشريعات مطلب أساسي، عهدي بك أنك "رجل تهوى السحاب"، من أراد التحليق معك فهذا أولى بتحمل مسؤوليات اللجنة ومن لا يستطيع فدونه الأرض، اتركه مكانه وابحث عمن يهوى القمم فهؤلاء كثر، دعك من التشريعات واختار ذوي الكفاءات، ربما الواقع يقول بصعوبة إرضاء طموحات الجماهير العمانية التواقة للذهب والبطولات ولكنها من الوعي والإدراك بما يكفيها لأن تلمس المؤشرات).
خذ من مضائق أقوالي نصائحها وفي ضميري لكم بالحب ميدان (أبو مسلم البهلاني).