أُبُوّةٌ كَسِيرَة


المهدي الحمروني | ليبيا

سيف الدولة
ياسُموّ الطاعة والعطف
والحب الذي فاتني لأبي
حين عاش صلفاُ وشديداً
وأورثني الشغف بك
هكذا نحن سلسلة تناوب الحنان والرقة
وتداوم الإباء والمروءة
أراك عصيّاً على الدلال
شعثاً عن التأنق
غير لائقٍ للوداعة
وثّابًا من الغفوة
توّاقًا للضيف
غيّاثًا للنداء
رسولاً لتبليغ السلام
لاتُفرّط في الحذافير من شيء
بأسئلةٍ كبيرةٍ لخيالٍ مُحلّق
وطلباتٍ صغيرةٍ لطفولةٍ مُزمنة
وهواياتٍ متقلبةٍ كطقسٍ قارّي
بسيفٍ من خشب
وجوادٍ من عِصيّ
تبارز رياحك المتربصة بوطنٍ يتصدع
على موطأ وعيٍ في حقولك الملغمة
أيُّ وصايا سأثقلكَ بها؟
وكلّ ما أغرس في هذي الأرض
تركةٌ ثقيلةٌ في الحرب
واحتمالٌ لغنيمةٍ باطلة
أسميتُكَ تيمناً بممدوح مجد
عاصفٍ من الشعر *
حين كرّمَتهُ السماءُ بجوارٍ لنبوة القوافي*
اعذرني ..
لأني أثقلتُ عليك بطِلاب نصيبك فيهما
على هذي البلاد البائسة
التي ستحبها وتزدريك
لأنها تترنح في غوطٍ من باطل
على حق صرَعَتهَ جولةٌ أولى
ها أنت تغط في سمّاعتين لرابٍ ليبيّ* بلهجةٍ ساحلية
خذله التغيير حين كذّبتْ أهازيجه الحالمة أصواتُ بنادقٍ لاتهدأ
ها أنتَ كرُبّانٍ تسبحُ في مُحرّك البلاي ستيشن
تلهو مع أترابك عن المواجيز الناعية
وأشرطةِ الشاشةِ الذارفةِ للرثاء والتأبين
ستواصل غرسها كأسلافك الأولين
وتتشبت بأوتاد جذوعها الباسقة
لتُحييها واحةً وملاذا
حتى يُراصَفُ من كرانيفها سقفاً وشاهدةً
على مثواك الأخير
_______________
هامش:
إشارة للمتنبي وسيف الدولة الحمداني
•    الراب الليبي نمط موسيقى جديدة

 

تعليق عبر الفيس بوك