ماذا لو شاركنا بـ"الأولمبي" في كأس الخليج؟!

أحمد السلماني

فرحة عربية كبرى وعارمة تلك التي عاشتها الجماهير العربية من مسقط إلى تطوان، بعد أن زفت قاهرة المعز خبر تتويج "محاربي الصحراء" بلقب بطولة أمم إفريقيا على حساب منتخب السنغال القوي والقوي جدا، وإلا لما سال دم المدافع جمال الدين بلعمري فداء للجزائر، وقبل ذلك وفي بداية العام 2019 توج القطريون زعماءً لقارة آسيا، لتعيش الشعوب العربية عاما حمل ويحمل نشوة انتصار استثنائية صارت عزيزة عليهم في العقد الأخير، عام أعاد للعرب ثقتهم بقدراتهم وإمكانياتهم بعد يقين صناع هذه الإنجازات أنها لا تأتي بالارتجالية أو الاجتهادات العشوائية، إنما هي نتاج رؤى وإستراتيجيات وخطط عمل مدروسة قابلة للتنفيذ، والأهم من ذلك المتابعة الدقيقة التي تضمن نجاح المهمة، وهو ما نحتاجه معنا هنا بالسلطنة إن كنا نبحث عن المنصات والتأهل للعالمية.

المنتخب القطري الذي تُوج باللقب الآسيوي هو نتاج أكاديمية إسباير؛ حيث التدرج في صناعة الأبطال والمنتخبات، وأيضا فإن المنتخب الجزائري الذي حقق اللقب الإفريقي الكبير والصعب هو نفسه المنتخب الأولمبي الذي حقق وصافة إفريقيا وصعد لأولمبياد ريودي جانيرو، وبعد اعتزال ثلة من نجوم المنتخب الجزائري (صايفي ورفاقه) إثر الخروج بصعوبة بالغة من نهائيات كأس العالم 2014 على يد البطل المنتخب الألماني، فإن ذلك لم يُرعب القائمين على الكرة الجزائرية؛ حيث إنَّ الصف الثاني من لاعبي المنتخب الأولمبي (محرز ورفاقه) كان جاهزا تقريبا.

هنا في بلادي كان لدينا منتخب جميل يحمل حلم أمة، وتم إعداده وبموازنة هائلة لمدة عامين، وعندما فشل المنتخب الأولمبي في التصفيات المؤهلة للنهائيات الآسيوية، وبفارق هدف عن المنتخب القطري المستضيف، الذي كان يزخر يومها بثلة من لاعبي المنتخب الأول، قامت الدنيا ولم تقعد، وشحذت سكاكين وأسهم النقد فما كان من اتحاد الكرة إلا حل هذا المنتخب، وبعثرة نجومه، بعد أن استكان الجميع إلى أنه لا توجد هناك استحقاقات لهذا المنتخب لمدة عامين، وسيأتي منتخب آخر بديلا عنه ليسير في ذات الدرب ويتم إقصاؤه ليستمر مسلسل الإخفاقات دونما رؤية حقيقية للبناء، فنحن كنا وما زلنا ننشد الفوز السريع وأقصى أحلامنا لا تتجاوز كأس الخليج.

ما ضرنا لو حافظنا على هذا المنتخب الجميل، وقمنا بتصحيح بعض الأخطاء التي وقعنا فيها، وسلمناه لجهاز فني متخصص في تطوير إمكانيات لاعبيه، بعد أن أخذ جهازه الفني السابق فرصته كاملة، وضم أسماء لامعة أخرى من مسابقاتنا، وشاركنا به في كأس الخليج القادمة، وتركنا المنتخب الأول الحالي الممزوج بلاعبي الأول وبعض أسماء لاعبي الأولمبي للتصفيات المزدوجة، حينها سندرك حتما أن هناك عملًا منظمًا ورؤية سليمة نحو بناء منتخبات الأمل والمستقبل، ولكن وبكل صراحة ما يحدث هو اجتهادات وعمل عشوائي دفعنا ثمنه، وسندفع فاتورته غالية لاحقا، والأيام ستنبئ باليقين.