المُنفِقونَ ظلُّ اللهِ يَكْنُفُهُمْ


د. صالح الفهدي| سلطنة عمان

يَدٌ تُسابِقُ أُخرى في تساقيها
مَرْجَ السَّنابلِ ترويهِ فيُغْنِيها
//
"في كلِّ سنبلةٍ" لا عَدَّ يَحْصُرُهُ
مَنْ كانَ أَنْفقَ نَزْراً في سواقيها
//
المُنفِقونَ – وظلُّ اللهِ يَكْنُفُهُمْ-
لا مَنَّ يَعْقُبُ نُعْمَى في مجاريها
 //
صَحَتْ ضَمَائِرُهُمْ قَبْلَ الْمَنُونِ فما
تقولُ يا ربُّ: هَلاَّ كُنْتَ تُرْجِيها
//
قامُوا على الْمَالِ إِنفاقاً وتزكيةً
فأَسْعَدُوا النَّفْسَ مِمَّا كان يُحْيِيها
//
ما الْخيرُ في النِّاسِ إنْ غابتْ مروءَتُهُمْ
عِنْدَ الشَّدائدِ،إِذْ نادى مُنَادِيها
//
وما مَحَاسِنُهُمْ إِنْ تُرْتَجَى حُجِبَتْ
حينَ الْمَلَمَّاتِ، شُحّاً مِنْ أيادِيها
//
النَّاسُ لِلنَّاسِ، ما عاشُوا وما عَرَكُوا
معنى الْحياةِ الَّتي تَسْمُو معانيها
//
والْكانِزون هُمُ الْأَشْقَى فَقَدْ حَمَلُوا
على ظُهُورِهِمُ وَقْراً لِيُرْدِيها..!
//
لو جرَّبوا الْفَضْلَ لَانْجَابَتْ هُمُومُهُمُ
واسْتَطْعَمُوا لَذَّةَ الدُّنيا وما فيها
//
فَدَعْ شحيحاً ولا تَسألْهُ مَكْرُمَةً
هو الْفقيرُ الَّذي يشتمُّ مُجْزِيها!
//
وَاظْفِرْ بِصاحِبَ إنْ ناديتَهُ خَفَقَتْ
مَخايِلُ السَّيْلِ تَروِي جَدْبَ داعيها
//
تجري مُرُوءَتُهُ في دَمِّهِ عَبَقاً
مِثْلَ السَّوابحِِ تجري في بَوَادِيها

..................
هوامش:
عركوا: جرَّبوا
الملمَّات: النوازل والشدائد
المُجزي: المكرم والنائل
السوابح: الخيل السريعة.

 

تعليق عبر الفيس بوك