طالب المقبالي
لم يكُن يتوقع المشكِّكون في نجاح الأعراس الجماعية في الرستاق نجاح التجربة الأولى للعرس الجماعي بولاية الرستاق، والذي أقيم العام الماضي 2018 في ساحة الاحتفالات بالرستاق.
ولم يدور بخلد المتفائلين أن يُحقق ذلك العرس ما حققه من نجاح منقطع النظير، والذي أبهر الجميع من داخل وخارج الولاية؛ حيث نجح بكل المقاييس من حيث عدد العرسان الذي بلغ 57 عريساً، وكذلك دقة التنظيم، وعدد الحضور الذي شهدته ساحة الاحتفالات؛ إذ تجاوز الحضور خمسة عشر ألفاً.
لقد كتبتُ حينها مقالاً بعنوان "العرس الجماعي بالرستاق.. دِقة تنظيم تُدرَّس"؛ وبالفعل كان الحفل مثالياً، ويتحدث عنه القاصي والداني كما يقال.
وخيرُ دليل على نجاح ذلك العرس هو الحضور اللافت الذي تجاوز خمسة عشر ألفاً، واللافت أيضاً أولئك الجنود البالغ عددهم 180 شخصاً الذين قاموا بواجب الضيافة في نَسق مُنظِّم وبعناية؛ فالنجاحات دائماً تدفعنا إلى مواصلة المشوار، وتقديم الأفضل، وتجاوز الأخطاء من التجارب السابقة إن وجدت.
ففي الجمعة الماضية، تكرَّرت التجربة، ولكن في قالب آخر، وبأفكار جديدة، وتقنيات حديثة. فبعد النجاح الكبير للعرس الجماعي الأول، عرض فريق الرستاق الخيري على لجنة التنمية الاجتماعية بالرستاق رغبة الفريق في تنظيم العرس الجماعي الثاني، وقد باركت اللجنة الفكرة ودعمتها. وبعد الموافقة تولَّى الفريق المهمة، وتم تشكيل لجنة خاصة ترأسها المهندس هارون بن ناصر العوفي، الذي قاد دفة ركب العرس الجماعي الأول، الذي حقق النجاح في تجربته الأولى.
وكُنت أتذكر حين تم عرض الفكرة العام الماضي في اجتماع اللجنة، حين وضع فريق الرستاق الخيري رقماً كان يتوقع أن لا يتجاوزه عدد المتقدمين إلى العرس الجماعي، والذي حُدد بخمسة عشر عريسًا، فإن قل العدد عن هذا الرقم فإن فكرة الإلغاء كانت قائمة، فكانت النتيجة أن زفت الرستاق حينها 57 عريساً.
من هنا، انطلق الجميع وفق المهام الموكلة إليهم، فتضافرت الجهود ودقت ساعة الصفر لانطلاق مسيرة العرس الجماعي الثاني. فحان الموعد، وكانت ليلة مميزة بولاية الرستاق؛ حيث احتفلت الولاية بزواج 77 شاباً من أبنائها في هذا العرس الجماعي، وبحضور أكثر من سبعة عشر ألف ضيف شاركوهم الفرحة في الساحة العامة للاحتفالات بولاية الرستاق، وقد رعى المناسبة معالي الدكتور حمد بن سعيد العوفي وزير الزراعة والثروة السمكية.
ففي العرس الجماعي الأول كان عدد المعرسين 57 كما أسلفنا، وعدد المتطوعين 180 فرداً وعدد الحضور 15 ألفاً، وفي العرس الجماعي الثاني كان العدد 77 وعدد المتطوعين 300 وعدد الحضور 17 ألفاً؛ فهذه الأرقام مؤشر على نجاح الفكرة وقبولها لدى الناس، حيث أعرب الحضور عن سعادتهم بحسن التنظيم وكرم الضيافة، وما اشتمل عليه الحفل من برنامج فني صدح فيه فن العازي بصوت فرقة ترانيم الإنشادية، كما كانت الفنون الشعبية حاضرة برزحاتها وتغاريدها الجميلة.
واللافت هو قيام اللجنة المنظمة للعرس الجماعي بتوفير شاشة إلكترونية ضخمة، تمكن من خلالها الحضور من متابعة الحدث بوضوح، وكذلك عرض إعلانات الداعمين والمساهمين في إنجاح الحفل، كما كانت المرأة حاضرة في هذا الحفل من خلال مساهمتها بالدعم من قبل سيدات الأعمال بالولاية، وكذلك براعم روضة جمعية المرأة العمانية بالرستاق؛ حيث قُمن بتسليم الهدايا للمعرسين، كما كانت آلية اصطفاف المعرسين مميزة وأتاحت للجميع الفرصة للسلام على من يعرفه من المعرسين من خلال لوحة إرشادية مكتوب عليها اسم المعرس في مساحة خاصة تتيح له فرصة التقاط صور مع أصحابه ومعارفه.
ومن باب الاقتصاد وحفظ النعمة، عملت اللجنة على توزيع طاولات بها الفواكه والحلوى العمانية على امتداد الساحة لمن يرغب بتناول القهوة. وشهادة حق أقولها بأنَّ العرس الجماعي الثاني قد نجح بكل المقاييس، فبوركت الجهود، وبوركت الأيادي البيضاء التي كان لها الأثر في نجاح هذا العرس، والعرس الجماعي الأول.