معايير القيادة والإدارة

علي بن بدر البوسعيدي

سعدتُ كثيرًا بحضور منتدى القيادة والإدارة الذي نظمته جريدة الرؤية بالتعاون مع صندوق تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة "إنماء"، والذي تألق فيه المتحدث رقم واحد في العالم والمتخصص في هذا الجانب الدكتور جون ماكسويل، الذي يزور بلادنا لأول مرة.

ما سمعته وتعرفت عليه من الدكتور جون فاق كثيرًا ما يمكن أن يتعلمه المرء في سنوات، فالرجل قدّم لنا عصارة خبراته في عالم الإدارة والقيادة، خاصة وأنّه صاحب الكتب الأكثر مبيعا في العالم في هذا المجال، وقد أسهب في الحديث عن مهارات القائد الناجح، وما هي الصفات التي يجب أن يتحلى بها المدير الذي يسعى للنهوض بمؤسسته، وذلك من خلال العمل الجاد والدؤوب والمشاركة في مختلف الأعمال، وليس فقط إعطاء الأوامر وممارسة السلطوية على فريق العمل.

ما لفت انتباهي أنّ الدكتور جون ماكسويل تحدّث عن كيفية صناعة القادة المؤثرين في كل مؤسسة، سواء في القطاع الحكومي أو الخاص، ووضع أربع صفات للقائد الناجح، الأولى بناء العلاقات بصورة إيجابية، والثانية اتباع طريقة تفكير مبتكرة، أي كما نقول التفكير خارج الصندوق، أما الصفة الثالثة فهي التزام القائد بتدريب من حوله، أي المشاركة في المعرفة والخبرات، وألا يبخل القائد على فريق عمله بالخبرات، بل يقدم لهم المعارف بطريقة تساعدهم على صقل مهاراتهم. في حين أنّ الصفة الرابعة كانت الحرص على تطوير الذات باستمرار.

وبما أنّ جريدة الرؤية كانت أحد المنظمين لهذه الفعالية، فيجب أن أشير بوضوح إلى الدور الإعلامي الرائد لهذه المؤسسة الفتية التي استطاعت وخلال مسيرتها المهنية والإعلامية أن تؤسس لنوع جديد من الإعلام، وهو إعلام المبادرات، تلك المبادرات التي تخدم المصلحة الوطنية وتعمل على تقديم كل ما من شأنه أن يعزز من إسهامات الإعلام في خدمة المجتمع. وهذا النهج القويم يقف وراءه فريق عمل، تقوده شخصية متقدة بالنشاط والحماس للجميع، تعلي من قيمة العمل وترفع من شأن الإنتاجية، وتكافئ المخلص والمجتهد، وتقف بجوار المتعثر عبر التأهيل والتدريب المستمرين.

الإعلام يجب أن يكون شريكا أساسيًا في النهضة والتنمية على مختلف المستويات، فدور الإعلام ليس فقط إبراز الأحداث المهمة والإيجابية وتقديم المعالجات لمختلف قضايا الوطن، بل أيضا عليه أن يمسك بزمام المبادرة وأن يطرح مبادرات خلاقة تساعد على تحقيق تطلعات أفراد المجتمع، وتقوده نحو مزيد من الرخاء والاستقرار.

الخلاصة أنّ معايير القيادة والإدارة لا تقاس إلا بحجم الإنتاج، وغير ذلك ليس سوى تنظير لا يغني ولا يسمن من جوع، ولذا ندعو أبناءنا وبناتنا كلٌ في موقعه لكي يتحلوا بصفات القادة، وأن يبرهنوا قدرتهم على تخطي الصعاب وتحقيق النجاحات.