مجلس الخنجي والتواصل الاجتماعي

علي بن بدر البوسعيدي

كثيرة هي المبادرات الاجتماعية التي تطلقها شخصيات بارزة في المجتمع من أجل تعزيز التواصل بين أفراده، ومثل هذه المبادرات تنبع من القيم العمانية الأصيلة التي توارثتها أجيال متعاقبة، وفي مقدمتها قيمة الحفاظ على السبلة العمانية كموروث عماني خالد، يسهم في تحقيق التواصل الاجتماعي الفعلي بين سكان القرية والحي والحارة.

ولقد شرفتُ بحضور مجلس الخنجي، الذي يقيمه رجل الأعمال خليل بن عبدالله الخنجي والذي شغل من قبل منصب رئيس غرفة تجارة وصناعة عمان، وهو مجلس يسهم بصورة إيجابية في طرح حلول للكثير من القضايا المجتمعية، من خلال استضافة الخبراء والمتخصصين في عدد من المجالات في منزله الذي يستضيف هذا المجلس، من أجل الاستزادة بأفكارهم ورؤاهم حول العديد من الموضوعات التي يتم طرحها. ومجلس الخنجي صورة مصغرة للمجتمع العماني الأصيل الحريص دائما على مناقشة قضاياه المختلفة بحثا عن الحلول وسرعة الإنجاز، وهو ما يدعونا للفخر بأننا قادرون على مواجهة كل المشكلات بهدوء وصبر وبُعد نظر.

الأمر الآخر المميز لهذا المجلس، أنّه يعتمد البساطة في كل شيء، بدءا من دعوة الحضور عبر رسائل الواتس آب ومرورا بطبيعة المكان المميز، والحديث الهادئ الراقي في هذا المجلس، فلا تجد مشاحنات أو تلاسنا نتيجة اختلاف الرأي بين الحضور، بل تجد رحابة صدر تكشف عن مكنون المعدن الأصيل للعماني الواعي الذي يدرك بعمق وعن معرفة تفاصيل قضايا بلده وما يشغل بال مواطنيه. والذي قد لا يعرفه الكثيرون أنّ عددا من المبادرات يتم تنفيذها في المجتمع، خرجت من مجلس الخنجي، الذي وفر البيئة المناسبة لمناقشة قضايا عديدة انتهت بطرح حلول عملية وواقعية لها.

إننا وفي عصر التواصل الاجتماعي عبر وسائل تقنية حديثة غيرت شكل الحياة، نعاني من فقدان التواصل الحقيقي مع الأصدقاء والأهل والمعارف، ونجد أنفسنا في أمس الحاجة إلى مثل هذه المجالس والسبلات لكي نستعيد ذكريات الماضي ونمضي على خطى الأجداد في طريقتهم العبقرية في حل المشكلات، مستعينين في ذلك بالرأي المتخصص والحكيم والعلمي من أصحابه.

إنني أطلقها دعوة مفتوحة لجميع إخواني في عماننا الغالية، أن نحافظ على الإرث التاريخي الذي نفخر به بين الأمم، وأن نعوّد صغارنا وشبابنا على قيم السبلة العمانية لكي يقوى بنيان هذا المجتمع ويشتد عوده ويقف صلبا في مواجهة أية مشكلات في أي وقت.