حمود بن علي الحاتمي
alhatmihumood72@gmail.com
بعد عودة الرستاق لدوري عمانتل، راهن بعض المحللين على أن الرستاق سوف يعود للدرجة الأولى كما حدث قبل عامين، ولم يُكلِّف المحللون أنفسهم الجلوس مع إدارة النادي الحالية، ومعرفة أفكارها، وحسنًا فعلوا، فالرد كان عمليًّا؛ فالإدارة الحالية شرعت منذ توليها في بناء إستراتيجية للنادي؛ شملت جميع الجوانب وهذه الإستراتيجية لم تُبنَ من قبل خبراء التخطيط، بل من أفكار أبناء النادي وطموحاتهم، عبر جلسات وحوارات انبثقتْ عنها لجان، وتمَّ صياغة إستراتيجية طموحة لمدة عشر سنوات قوامها التخطيط السليم والتنفيذ الأمين.
إدارة النادي أعلنتْ الهدف منذ بداية الموسم وهو البقاء، ولعل البداية لم تكن سعيدة، وهو ما عزَّز من حدس المراقبين، إلا أنَّ تقويم العمل وتصحيح المسار كان منهجية الإدارة بالتعاقد مع محسن درويش، وإقالة الجهاز الفني السابق، والاستغناء عن المحترفين، ثم مع خروج محسن درويش لم تتأخر إدارة النادي في التعاقد مع الجنرال علي الخنبشي ليقود النادي بسرعة البرق من المركز العاشر بـ14 نقطة إلى المركز الخامس بـ40 نقطة، ولولا التعادلات والخسارة من السويق لكان أحد الفرسان الثلاثة الأوائل.
وبالأرقام، نجد أنَّ الفريق لم يخسر سوى مباراة واحدة في الدور الثاني، وكان أفضل فريق في الدوري.
نجاح متواصل للنادي بجهود إدارته وجماهيره الوفية ولاعبيه ومدربه، ولعل بوادر النجاح هي تجديد التعاقد مع الخنبشي لموسم آخر يُعطي الأمل لتحقيق لقب في الموسم المقبل.
هل الشباب ضحية عدم التزام الأندية بعقود اللاعبين؟
سارع رئيس نادي الشباب حمزة البلوشي إلى اتهام الأندية في هبوط ناديه للدرجة الأولى بسبب عدم التزامها بقوانين عقود اللاعبين، ولعلني أتفق معه في جانب، واختلف معه في جوانب أخرى.
لعلَّ المتتبع حاليا لحركة التعاقدات، والتي تدور رحاها في الخفاء، يُثبت صدق كلام رئيس نادي الشباب؛ فهناك لاعبون صاروا ابن بطوطة دورينا، في كل موسم في نادي ولمن يدفع أكثر، ولعل الكثير من الأندية لم تستطع المحافظة على لاعبيها؛ مثل: الغساني مع صحم والذي خرج منه بسبب الإغراءات المادية، وكذلك الحال مع أندية أخرى، ولعل بعض مواقع الصحف الإلكترونية صارت تروِّج لبعض اللاعبين من خلال نشر أخبار نقول عنها دعائية حول مفاوضات مع أندية خارجية بهدف إذكاء التنافس بين الأندية للتعاقد مع اللاعب.
لم يُقنعني الاتحاد العماني برده على رئيس نادي الشباب بعدم وجود أدلة على التجاوزات في العقود، وكان يُمكن كشف ذلك بالتعاون مع وزارة الشؤون الرياضية في كشف حسابات الأندية، ومقارنة المصروفات، وأجد أنَّ الاتحاد غير جاد في القضية، وها هي تتكرَّر هذا الموسم من خلال حركة التنقلات السريعة وهو ما يزيد من معاناة كل الأندية، ولعلها تلقى نفس مصير الشباب.
بطل الدوري "جواز أبو سنة"
لعلَّ ظاهرة جديدة على كُرتنا العمانية تتمثل في عدم قدرة بطل الدوري الاحتفاظ بمستواه للموسم القادم، وتمثل ذلك في نادي السويق بطل الدوري قبل الماضي، وعانى هذا الموسم وكاد يهبط لولا عودة سمو السيد فراس بن فاتك لرئاسة النادي وتصحيح المسار، وصور بطل الكأس يهبط للدرجة الأولى بعد فوزه بكأس جلالة السلطان، والخوف كل الخوف أن يحدث مع ظفار الذي نأمل منه أن يغير شيئا في نتائج مشاركات الأندية الخارجية، إلا أن المؤشرات تصدق حدسي، وتتمثل بالاستغناء عن المدرب عظيمة الذي صنع فريقا لا يُقهر، وهو مدرب عالمي من خلال سيرته التدريبية، وصاحب رؤية فنية رائعة، ولديه إدارة فنية في إدارة النجوم الذين قام النادي بتكديسهم العام الماضي والسيطرة على الدكة، وحركة تدوير اللاعبين في المشاركة بالدوري، لينهي الدوري بدون هزيمة، وتعمُّد الإدارة الاستغناء عن عظيمة والاستعانة بالمدرب التونسي يامن الزلفاتي الذي لا أتوقع له النجاح، كان من الأولى الإبقاء على المصري عظيمة لمعرفته بالنادي، وعدم تميز الزلفاتي في سيرته التدريبية. ومن المؤشرات على عدم ثبات ظفار في مستواه الموسم القادم خروج لاعبيه الأساسيين وتعاقدهم مع أندية أخرى؛ مثل: المسلمي.
هذه الظاهرة تؤثر على مستوى الدوري، وعدم نضج التجربة في الأندية، وكذلك الصرف المفتوح الذي يثقل الأندية بالديون.
ابن بطوطة في دورينا
كل موسم نشاهد عددًا من اللاعبين ينتقلون من نادٍ لآخر ولمن يدفع أكثر (لاعبين تحت الطلب) فما من نادي يريد البقاء أو المنافسة يخطب ودهم، وقد تنجح التجربة لموسم واحد وقد لا تنجح، وفي اعتقادي أن بناء فريق لا يكون من خلال تعاقدات في مختلف الخطوط، وإنما يتأتى من خلال الاشتغال على المراحل السنية، ولعل نادي السيب كان قريبًا من نضوج تجربته، إلا أن التعاقدات الحالية سوف تُضعف من طموح لاعبي النادي الصاعدين، وقد يبحثون عن أندية أخرى للبحث عن فرصة لعب بدلا من البقاء على الدكة.
وقد شاهدت مباراة السيب وفنجاء في آخر مباراة لهم بدوري الدرجة الأولى، وأعجبت بأداء لاعبي السيب وحماسهم ومهاراتهم الفنية، وكنت أتمنى الاستقرار على بقائهم مع تعاقدات محدودة.
بعضُ اللاعبين الذين ينتقلون كل موسم من نادٍ لآخر لا يقدمون الإضافة الحقيقية للنادي بسبب عدم انضباطهم في النادي، وكذلك ضعف الدافعية، والانهزامية في آخر جولات الدوري، كما حدث مع الرستاق قبل موسمين.
العزوف الجماهيري في دورينا
قبل يومين، جاءني اتصال من المعلق الرياضي أحمد الكعبي، الذي يقدم أحد البرامج الرياضية؛ لمعرفة رأيي في أسباب العزوف الجماهيري عن دورينا الموسم المنصرم.. فقلت له لضعف الدوري وعدم وجود الإضافة الفنية التي يقدمها لاعبو مُنتخباتنا الوطنية، وبُعد المجمعات عن الأندية كما هي الحال مع جماهير الرستاق، التي تقطع مسافات لمجمعات خارج محافظة جنوب الباطنة، إضافة لعدم وجود حوافز تشجيعية تشجع الجماهير؛ مثل: السحب على جوائز، والأدهى من ذلك منع المشروبات خاصة في فصل الصيف، وبعض الجماهير لديها أعراض مرضية وتحتاج سوائل، والأمن يمنع دخول علب المياه والعصائر، كذلك مشكلة عدم نظافة المدرجات؛ فعلى اتحاد الكرة أن يدرس هذه المعوقات.
----------------
آخر سطر:
يبدو أنَّ مدرب المنتخب سيُعيدنا لدَّوامة تجارب اللاعبين، وأنَّ الإحلال في المنتخب سيضرُّ بمستواه، كما أن استدعاء لاعبين لم تكن لهم إضافة في دورينا يضع علامة استفهام كبيرة، ويجعلنا لا نتفاءل بالمستقبل، وأتفق مع أستاذي الكاتب والمحلل أحمد السلماني على أنَّ تسريح المنتخب الأولمبي وعدم تصعيده ليكون الرديف لمنتخبنا أضاع منا عمل سنوات خمس مضت، وكان يُمكن في المشاركة به في البطولات الإقليمية والودية لكسب مزيد من الخبرات مثل غرب آسيا وبطولة الخليج، وليتفرغ المنتخب الأول لتصفيات الصعود لبطولة كاس العالم، ولكن سلِّموا لي على الخبير الفني والاتحاد.